27-مارس-2024
يتناول تقرير جديدة لـ"نيويورك تايمز"، استخدام إسرائيل أنظمة للتعرف على الوجه، مدعومة في الذكاء الاصطناعي وقاعدة بيانات، في قطاع غزة، على نقاط التفتيش التي فرضها جيش الاحتلال على الأرض.

(GETTY) نما برنامج التعرف على الوجه في غزة مع قيام إسرائيل بتوسيع هجومها العسكري

يتناول تقرير جديد لـ"نيويورك تايمز" استخدام إسرائيل أنظمة للتعرف على الوجه، مدعومة في الذكاء الاصطناعي وقاعدة بيانات في قطاع غزة، على نقاط التفتيش التي فرضها جيش الاحتلال على الأرض.

وينطلق تقرير الصحيفة الأمريكية من اعتقال الشاعر الفلسطيني، مصعب أبو توهة، خلال مروره على نقطة تفتيش إسرائيلية. وبعد نصف ساعة من إيقافه، نادى الجنود عليه باسمه الكامل، وتم اقتياده للاستجواب، وقال أبو توهة: "لم تكن لدي أي فكرة عما كان يحدث أو كيف يمكنهم فجأة معرفة اسمي القانوني الكامل".

وبحسب التقرير، فإن أبو توهة دخل ضمن مجموعة من الكاميرات المزودة بتقنية التعرف على الوجه، وفقًا لثلاثة مسؤولين في المخابرات الإسرائيلية تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم. وأضافوا أنه بعد مسح وجهه والتعرف عليه، وجد برنامج الذكاء الاصطناعي أنه مدرج على قائمة إسرائيلية للمطلوبين.

أقام الجنود نقاط تفتيش على طول الطرق الرئيسية التي يستخدمها أهالي غزة، مع كاميرات تقوم بمسح الوجوه

ووفق التقرير الأمريكي، فإن اعتقال أبو توهة إلى جانب المئات، حصل من خلال برنامج التعرف على الوجه الإسرائيلي الذي لم يتم الكشف عنه سابقًا والذي بدأ العمل فيه في غزة أواخر العام الماضي. ويتم استخدام البرنامج التجريبي لإجراء مراقبة جماعية، وجمع وفهرسة وجوه الفلسطينيين دون علمهم أو موافقتهم، وفقًا لضباط المخابرات الإسرائيلية والمسؤولين العسكريين والجنود.

وقال مسؤولو المخابرات الإسرائيلية إن هذه التكنولوجيا استخدمت في البداية في غزة للبحث عن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر. 

وبعد العدوان البري على غزة، لجأت دولة الاحتلال بشكل متزايد إلى البرنامج من أجل تنفيذ الاعتقالات. وقال أحد الضباط إنه في بعض الأحيان، كانت التكنولوجيا تصنف بشكل خاطئ المدنيين على أنهم من مقاتلي حماس المطلوبين.

وقال أربعة ضباط استخبارات إن برنامج التعرف على الوجه، الذي تديره وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك وحدة قسم الاستخبارات الإلكترونية 8200، يعتمد على تكنولوجيا من شركة كورسايت، وهي شركة إسرائيلية خاصة. وقالوا إنه يستخدم أيضًا صور Google، ولقطات الطائرات المُسيّرة، وتُمكن هذه التقنيات مجتمعة إسرائيل من التقاط الوجوه من بين الحشود.

وقال ثلاثة من الأشخاص المطلعين على البرنامج إنهم يتحدثون علنًا بسبب مخاوف من أن إساءة استخدام التقنية من قبل إسرائيل.

وقال مات محمودي، الباحث في منظمة العفو الدولية، إن استخدام إسرائيل للتعرف على الوجه يمثل مصدر قلق لأنه قد يؤدي إلى "تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم ​​بشكل كامل" حيث لا يُنظر إليهم كأفراد. 

اقرأ/ي: شبهات باغتيال "إسرائيل" صحفيين في غزة بعد تعقُّبهم بأنظمة ذكاء اصطناعي

جيش الاحتلال يبدأ إنشاء مجمع ضخم لتفتيش النازحين بين شمال قطاع غزة وجنوبه

وأضاف أنه من غير المرجح أن يشكك الجنود الإسرائيليون في هذه التكنولوجيا عندما يتعرفون على شخص ما على أنه جزء من جماعة مسلحة، على الرغم من أن التكنولوجيا ترتكب أخطاء.

واستخدمت إسرائيل في السابق تقنية التعرف على الوجه في الضفة الغربية والقدس، وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية العام الماضي، لكن الجهود المبذولة في غزة تذهب إلى أبعد من ذلك.

وفي الضفة الغربية والقدس، يمتلك الإسرائيليون نظامًا للتعرف على الوجه يسمى Blue Wolf، ويستخدم عند الحواجز بين مدن الضفة الغربية أو داخلها مثل الخليل، إذ يتم فحص الفلسطينيين بواسطة كاميرات عالية الدقة قبل السماح لهم بالمرور. كما يستخدم الجنود أيضًا تطبيقات الهواتف الذكية لمسح وجوه الفلسطينيين وإضافتها إلى قاعدة البيانات.

وفي غزة، التي انسحبت منها إسرائيل عام 2005، لم تكن هناك تكنولوجيا للتعرف على الوجه. وقال ضباط مخابرات إسرائيليون إن مراقبة حماس في غزة كانت تتم بدلًا من ذلك من خلال التنصت على خطوط الهاتف، واستجواب السجناء الفلسطينيين، وجمع لقطات الطائرات المُسيّرة، والوصول إلى حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة، واختراق أنظمة الاتصالات.

وبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، لجأ ضباط المخابرات الإسرائيلية في الوحدة 8200 إلى فحص اللقطات من العملية من الكاميرات الأمنية، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي قامت حماس ببثها. وعلى هذا الأساس أعدت قائمة "اغتيالات".

وقال ثلاثة ضباط مخابرات إسرائيليين إنه تم بعد ذلك تم إحضار شركة كورسايت لإنشاء برنامج للتعرف على الوجه في غزة. وتقول الشركة، التي يقع مقرها الرئيسي في تل أبيب، على موقعها الإلكتروني إن تقنيتها تتطلب أقل من 50% من الوجه ليكون مرئيًا للتعرف عليه بدقة. نشر روبرت واتس، رئيس شركة كورسايت، هذا الشهر على موقع LinkedIn أن تقنية التعرف على الوجه يمكن أن تعمل في "زوايا متطرفة، (حتى من الطائرات المُسيّرة)، في الظلام، وبجودة رديئة".

وبينما تفشل التقنية بالتعرف على الوجه حال تعرض لإصابة أو حجبت أجزاء كبيرة منه، فإن جنود جيش الاحتلال لتكملة تكنولوجيا كورسايت، استخدم الضباط الإسرائيليون صور جوجل، وهي خدمة مشاركة وتخزين الصور المجانية من جوجل، حسبما قال ثلاثة ضباط استخبارات. ومن خلال تحميل قاعدة بيانات للأشخاص المعروفين إلى صور جوجل، يمكن للضباط الإسرائيليين استخدام وظيفة البحث عن الصور في الخدمة للتعرف على الأشخاص.

وقال أحد الضباط إن قدرة جوجل على مطابقة الوجوه والتعرف على الأشخاص حتى مع ظهور جزء صغير فقط من وجوههم كانت متفوقة على التقنيات الأخرى. وقال الضباط إن الجيش واصل استخدام كورسايت لأنه قابل للتخصيص.

وبحسب التقرير، نما برنامج التعرف على الوجه في غزة مع قيام إسرائيل بتوسيع هجومها العسكري هناك. وتم تزويد الجنود الإسرائيليين الذين يدخلون غزة بكاميرات مجهزة بهذه التكنولوجيا. كما أقام الجنود نقاط تفتيش على طول الطرق الرئيسية التي يستخدمها الفلسطينيون للفرار من مناطق القتال، مع كاميرات تقوم بمسح الوجوه.

وقال ضباط المخابرات الإسرائيلية إن المبادئ التوجيهية بشأن من يجب إيقافه على الحواجز كانت واسعة النطاق عن عمد. إذ طُلب من الأسرى الفلسطينيين تسمية أشخاص من مناطقهم يعتقدون أنهم جزء من حماس.