23-أغسطس-2024
مقترح جديد

(GETTY) دخان يتصاعد جراء غارة إسرائيلية استهدفت قطاع غزة الأسبوع الماضي

كشفت تقارير صحفية أن وفد المفاوضات الإسرائيلي الذي وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، أمس الخميس، حمل معه مقترحًا جديدًا بشأن محور فيلادلفيا، حيث من المقرر أن تجري جولة جديدة من المفاوضات، غدًا السبت، وبعد غد الأحد.

قال موقع "العربي الجديد" بناءً على المعلومات التي حصل عليها إن الوفد الإسرائيلي حمل مقترحًا جديدًا يتضمن تطويرًا لمقترح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مشيرًا إلى أن المقترح الجديد تضمن إمكانية القبول بوجود دائم لبعثة مراقبة أممية في عدة نقاط ثابتة يتم الاتفاق بشأن عددها بطول محور فيلادلفيا.

وأضاف "العربي الجديد" أن المقترح تضمن الاتفاق على وجود بعثة أخرى من الاتحاد الأوروبي كطرف ثان من الجانب الفلسطيني في معبر رفح إلى جانب ممثلين عن السلطة الفلسطينية لإدارة، وإعادة تشغيل المعبر مجددًا.

المقترح الجديد تضمن إمكانية القبول بوجود دائم لبعثة مراقبة أممية في عدة نقاط ثابتة يتم الاتفاق بشأن عددها بطول محور فيلادلفيا

ووفقًا لمعلومات "العربي الجديد" فإن المقترح المطور لا يشمل انسحابًا فوريًا لجيش الاحتلال من المعبر ودخول البعثة الأوروبية، حيث يحدد انسحابًا تدريجيًا يتم التوافق على مداه الزمني، فيما لم يتضح بعد الموقف المصري من هذا المقترح.

ويُعد المقترح الجديد استنساخًا مطورًا لاتفاق المعابر الذي كان يشمل تشغيل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة وفق آلية ثلاثية، على أن تكون إدارة مصرية من الجانب المصري، وإدارة فلسطينية، عبر السلطة الفلسطينية من الجانب الفلسطيني تحت رقابة فريق من الاتحاد الأوروبي، حيث يتضمن المقترح توسيع عمل بعثة الاتحاد لتشمل الرقابة أيضًا على ممر فيلادلفيا.

وكان وفد إسرائيلي رفيع قد وصل إلى القاهرة، أمس الخميس، لاستئناف المفاوضات المتعثرة بشأن وضع محور فيلادلفيا الحدودي والذي تحتله القوات الإسرائيلية منذ الاجتياح البري لرفح الفلسطينية، وضم الوفد الإسرائيلي، رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والجنرال إليعازر تولندو، فيما يشارك في الاجتماع كبير مستشاري الرئيس الأميركي، بريت ماكغورك، الذي وصل إلى القاهرة، أمس الخميس، أيضًا.

إلى ذلك، نفى بيان صادر عن مكتب نتنياهو "التقارير التي تحدثت عن مناقشة إدخال قوات دولية على محور فيلادلفيا"، مشددًا على أنها "غير صحيحة"، ومؤكدًا "تمسك" نتنياهو "بمبدأ أن إسرائيل من ستسيطر على المحور، بهدف منع إعادة تسليح حماس".

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مصادر بالإدارة الأميركية لم تسمها أن "نتنياهو ذكر في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، خريطة توضح بالتفصيل المواقع التي ستبقى فيها القوات الإسرائيلية على طول محور فيلادلفيا".

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أمس الخميس، إن مصر رفضت طلبًا إسرائيليًا بإنشاء ثمانية أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، في حين اقترحت الولايات المتحدة إنشاء برجين فقط، وهو ما قوبل بالرفض أيضاً، مشيرةً إلى أن الرفض المصري جاء بسبب  أن ذلك سيمنح الجيش الإسرائيلي وجودًا دائمًا بالمنطقة.

كما نقلت الصحيفة ذاتها عن مسؤولين مصريين رفض القاهرة مطلب نتنياهو المتمثل ببقاء جيش الاحتلال في محور فلادلفيا، مشيرةً إلى أن المطلب يشكل انتهاكًا لمعاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل"، وأضاف المسؤولون أن مصر لا تريد أن ينظر إليها باعتبارها متواطئة في احتلال "إسرائيل" لقطاع غزة.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن عشرة مصادر مطلعة على جولة المفاوضات أن خلافات حول وجود عسكري إسرائيلي مستقبلًا في غزة وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين، تقف عقبة في سبيل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.

وقالت جميع المصادر إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تشعر بالقلق بشكل خاص من أحدث مطلب، والذي يتعلق بالاحتفاظ بقوات إسرائيلية على طول ممر نتساريم، وأضاف مصدر مقرب من المحادثات لـ"رويترز" أن حماس ترى أن "إسرائيل" غيرت شروطها وتوجهاتها "في اللحظة الأخيرة"، وتخشى أن تقابل أي تنازلات تقدمها بمزيد من المطالب.

وذكر مصدر ثان مقرب من المحادثات أن "إسرائيل" اقترحت تأجيل الاتفاق حول عودة المدنيين إلى الجزء الشمالي "إلى موعد لاحق"، مضيفًا أن بعض الوسطاء و"حماس" اعتبروا ذلك تراجعًا من "إسرائيل" عن التزام سابق بالانسحاب من ممر نتساريم والسماح بحرية الحركة داخل غزة.

وقال دبلوماسي غربي إن واشنطن قبلت فيما يبدو التعديلات التي اقترحها نتنياهو بشأن استمرار انتشار الجيش الإسرائيلي في محوري فيلادلفيا ونتساريم، لكن مسؤول أميركي رفض ذلك، مشيرًا إلى أن "التنفيذ" تستهدف حسم الخلافات حول المحورين، وعدد السجناء الفلسطينيين، ومن سيطلق سراحهم من بين موضوعات أخرى.