22-أغسطس-2024
محور فيلادلفيا

(AP) فلسطينيون بالقرب من السياج الحدودي بين مصر وغزة

كشفت تقارير صحفية أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عرض خلال لقائه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أول أمس الثلاثاء، إمكانية الضغط على "إسرائيل" للانسحاب من محوري فلادلفيا ونتساريم، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مصرية أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لن توافق على المقترح الأميركي الجديد، المعروف بمقترح "سد الفجوات".

وكان بلينكن قد أكد، أول أمس الثلاثاء، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وافق على مقترح "سد الفجوات"، مضيفًا: "سنفعل كل ما هو ممكن خلال الأيام المقبلة لإقناع (حماس) بالموافقة على مقترح سد الفجوات، وبمجرد موافقتها على المقترح سنحتاج إلى الاتفاق على تنفيذ التفاصيل".

رفض مشترك لمقترح "سد الفجوات"

وفي التفاصيل، وفقًا للمعلومات التي حصل عليها موقع "العربي الجديد"، فإن بلينكن عرض خلال لقائه السيسي: "إمكانية الضغط على إسرائيل من أجل القبول بالانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا مقابل دخول قوات حفظ سلام دولية إليهما، وربما مشاركة مصر في تلك القوات".

رفض الجانب المصري تغيير الواقع الذي كان قبل الاجتياح البري الإسرائيلي لمدينة رفح، سواء ببقاء إسرائيل في محور فيلادلفيا أو تواجد قوات دولية

المقترح الأميركي تضمن أيضًا: "دورًا رقابيًا لتل أبيب على القوات الدولية في المحورين، في حال لقي المقترح قبولًا لدى القاهرة وباقي الأطراف"، لكن الجانب المصري، بحسب معلومات "العربي الجديد"، أبدى: "رفضًا لتغيير الواقع الذي كان قبل الاجتياح البري الإسرائيلي لرفح الفلسطينية، سواء ببقاء إسرائيل في ممر فيلادلفيا أو تواجد قوات دولية على حدودها مع غزة".

من جانبه، أعاد المتحدث الرسمي باسم "حماس"، جهاد طه، التأكيد على أن: "أي ترتيبات خاصة بمستقبل قطاع غزة، يجب أن تبقى فلسطينية خالصة بدون التدخل من أي أحد"، مشددًا على أن: "وجود أي قوة أجنبية على أرض غزة أمر مرفوض بإجماع فصائل المقاومة الفلسطينية".

وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن شدد، في اتصال هاتفي مع نتنياهو، شاركت فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس، أمس الأربعاء، على: "الحاجة الملحة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، وناقشا المحادثات المقبلة في القاهرة الرامية لإزالة أي عقبات متبقية".

وكان مكتب نتنياهو قد استبق الاتصال الهاتفي مع بايدن بإصدار بيان أكد فيه إصرار "إسرائيل" على: "تحقيق جميع أهدافها للحرب، كما حددها مجلس الوزراء الأمني، بما في ذلك ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديدًا أمنيًا لإسرائيل. وهذا يتطلب تأمين الحدود الجنوبية"، في إشارة إلى بقاء جيش الاحتلال في محوري فيلادلفيا ونتساريم في قطاع غزة.

ومن المتوقع أن يصل مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، في محاولة لإنقاذ مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان عقد المحادثات المقررة العاصمة المصرية القاهرة، وذلك على الرغم من تأكيد مسؤولين إسرائيليين وجود: "فجوات بين التفاؤل الذي يبديه المسؤولون الأميركيون وما يحدث خلف الأبواب المغلقة"، وفقًا لهيئة البث العبرية.

بلينكن بث تفاؤلًا لاعتبارات أميركية داخلية 

في السياق، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤولين مصريين أن: "حركة حماس لن توافق على مقترح سد الفجوات لعدة أسباب، بالإضافة إلى الحذر الطويل الأمد بشأن ما إذا كان الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى سحب القوات الإسرائيلية حقًا من غزة وينهي الحرب".

وأوضح المسؤول المصري الذي وصفته الوكالة بأنه "مطلع بشكل مباشر على المفاوضات"، أن: "الاقتراح الذي يهدف إلى سد الفجوة بين الجانبين يتطلب تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تقضي بإطلاق حماس سراح الرهائن المدنيين الأكثر ضعفًا الذين تم أسرهم (احتجازهم) في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر (الماضي)".

وأشار المسؤول إلى أنه: "سوف تتفاوض الأطراف خلال المرحلة الأولى على المرحلتين الثانية والثالثة دون أي ضمانات لحماس من إسرائيل أو الوسطاء"، مضيفًا أن: "الأميركيين يعرضون وعودًا وليس ضمانات. ولن تقبل حماس هذا، لأنه يعني عمليًا أن حماس ستفرج عن الرهائن المدنيين في مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع دون ضمانات بوقف إطلاق نار دائم عن طريق التفاوض".

ولفت المسؤول المصري إلى أن: "الاقتراح لا ينص بوضوح على أن إسرائيل ستسحب قواتها من محورين إستراتيجيين في غزة"، في إشارة إلى محوري فيلادلفيا ونتساريم، مضيفًا أن: "إسرائيل تعرض تقليص قواتها في محور فيلادلفيا، مع وعود بالانسحاب من المنطقة"، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن: "هذا غير مقبول بالنسبة لنا وبالطبع بالنسبة لحماس".

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية قد نقلت عن مصادر إسرائيلية وصفتها بالمطلعة، أن: "بلينكن ارتكب خطأ خطيرًا للغاية بقوله إن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو قبِل المقترح الأميركي، والكرة الآن في ملعب حماس"، معتبرةً أن الدبلوماسي الأميركي: "خرب بشكل خطير المفاوضات، وارتكب خطأ خطيرًا للغاية، وهذا يدل على السذاجة وعدم الفهم".

واتهمت المصادر بلينكن بأنه: "بث تفاؤلًا لاعتبارات سياسية أميركية داخلية، حتى يسير مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو بسلاسة"، مشددةً على أنه: "لا اتفاق ولا قمة إذا استمر الإصرار الإسرائيلي على نشر قوات على طول محور فيلادلفيا".

وأوضحت المصادر أن: "ما يعنيه كلام بلينكن، أن الولايات المتحدة تقدم الدعم لنتنياهو لبقاء قوات الجيش الإسرائيلي في فيلادلفيا، بينما يرفض المصريون وحماس ذلك"، مؤكدة أن التوقعات كانت أن بلينكن: "سيدعو إسرائيل وحماس إلى التحلي بالمرونة"، لكنه بدلًا من ذلك: "احتضن نتنياهو ونأى بحماس".