30-يوليو-2024
تصعيد جنوب لبنان

(AFP) صاروخ أطلق من جنوب لبنان اتجاه مستوطنة "كفار سولد" في يونيو الماضي

انضمت دول عربية وغربية جديدة إلى قائمة الدول التي طالبت رعاياها بمغادرة لبنان فوريًا، فيما قالت تقارير صحفية إن الولايات المتحدة تقود حملة دبلوماسية لمنع "إسرائيل" من ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أو البنية الأساسية المدنية الرئيسية في لبنان، ردًا على حادثة "مجدل شمس" في هضبة الجولان المحتل.

وحثت وزارات الخارجية لدول إيطاليا وألمانيا واليونان في بيانات متتالية صدرت، أمس الاثنين، واليوم الثلاثاء، مواطنيها على مغادرة لبنان فوريًا، فيما قالت الخارجية الأردنية إنها "تهيب بالمواطنين الأردنيين تجنب السفر إلى الجمهورية اللبنانية، حرصًا على سلامتهم وذلك في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن".

وتتزايد المخاوف من تصعيد كبير مُحتمل بين جيش الاحتلال و"حزب الله" اللبناني خلال الأيام المقبلة، على خلفية مقتل 12 شخصًا، معظمهم أطفال وإصابة آخرين، السبت الماضي، جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم ببلدة "مجدل شمس" بهضبة الجولان المحتل.

تقود واشنطن حملة دبلوماسية لمنع "إسرائيل" من ضرب العاصمة اللبنانية بيروت أو البنية الأساسية المدنية الرئيسية في لبنان

وزعمت الخارجية الإسرائيلية إنّ الهجوم نُفذ بواسطة صاروخ "فلق-1" البالغة زنة رأسه الحربية 53 كلغ، وفيما نفى "حزب الله" مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف "مجدل شمس"، فإن بيان الخارجية الإسرائيلية أشار إلى أن "حزب الله" هو الجهة الوحيدة التي بحوزتها هذا النوع من الصواريخ في المنطقة.

وفوّض المجلس الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال (الكابينت)، أول أمس الأحد، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، بتحديد نوعية وتوقيت الرد على "حزب الله"، على خلفية حادثة "مجدل شمس"

جهود دبلوماسية لتقيّيد رد "إسرائيل"

ونقلت وكالة "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرًا لأنها تتحدث عن تفاصيل سرية لم يتم الكشف عنها من قبل، أن الجهود الدبلوماسية الحثيثة تركز على تقيّيد رد "إسرائيل" من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان، أو الضاحية الجنوبية معقل "حزب الله"، أو البنية التحتية الرئيسية مثل المطارات والجسور.

وأضافت "رويترز" أن المصادر الخمسة هم إما من المشاركين في المحادثات أو على دراية بتفاصيلها، وقالوا إن الجهود تهدف إلى تحقيق نهج مدروس مماثل لذلك الذي احتوى على تبادل الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في نيسان/أبريل الماضي بين "إسرائيل" وإيران، والتي أشعلتها ضربة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها لن تعلق على تفاصيل المحادثات الدبلوماسية، غير أنها تسعى إلى "حل دائم" لإنهاء جميع عمليات إطلاق النار عبر الحدود.

واعتبر نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بوصعب، في حديث لـ"رويترز" أن "إسرائيل" يمكن أن تتجنب خطر التصعيد الكبير من خلال تجنب العاصمة ومحيطها، وأضاف أنه على اتصال بالوسيط الأميركي، آموس هوكشتاين، منذ السبت الماضي، مشيرًا إلى أنه "إذا تجنبوا المدنيين وبيروت وضواحيها، فإن هجومهم سيكون محسوبًا جيدًا".

ونقلت الوكالة أن مسؤولين إسرائيليين شددوا على أن حكومة الاحتلال تريد إلحاق الأذى بـ"حزب الله"، لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة، وقال الدبلوماسيان إن "إسرائيل" لم تتعهد بأي التزام بتجنب توجيه ضربات إلى بيروت أو ضواحيها أو البنية الأساسية المدنية.

رسائل أميركية - فرنسية 

في غضون ذلك، كشف مسؤول إيراني أن الولايات المتحدة نقلت أيضًا رسائل إلى طهران ثلاث مرات على الأقل منذ سقوط الصاروخ في "مجدل شمس"، السبت الماضي، وأضاف أن الرسائل حذّرت "من أن تصعيد الوضع سيكون ضارًا لجميع الأطراف".

فيما قال دبلوماسي فرنسي لـ"رويترز" إن باريس شاركت منذ، السبت الماضي، أيضًا في نقل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله لتهدئة الوضع.

وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية قد نقلت عن الرئيس، مسعود بزشكيان، قوله خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الاثنين، إن أي هجوم إسرائيلي على لبنان ستكون له "عواقب وخيمة" على "إسرائيل"، ولم يخض بزشكيان في التفاصيل.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن ماكرون أعرب خلال المكالمة الهاتفية مع نظيره الإيراني "عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات بين إسرائيل ولبنان"، وأضافت بأن ماكرون طلب من طهران الداعمة لـ"حزب الله" أن تدعو إلى ضبط النفس، قائلًا إن اندلاع حرب جديدة "ستكون له عواقب مدمرة على المنطقة".

وكان الناطق الرسمي باسم قوات اليونيفيل في لبنان، أندريا تيننتي، قد عبّر في حديث مع "العربي الجديد"، عن قلقه من إمكانية توسع المواجهات العسكرية بين لبنان وإسرائيل، لكنه أشار إلى "أنه لا يزال هناك مجال لحل دبلوماسي".

وأضاف بأن: "تبادل إطلاق النار مستمرّ منذ 10 أشهر، وحذرنا دائمًا أن طول أمد المواجهات يرفع نسب الحسابات الخاطئة التي قد تأخذنا إلى توسعة وتصعيد سيكون كارثيًا للمنطقة ككل، ليس للبنان وإسرائيل فقط".

ولفت إلى أن "عملياتنا اليومية ونشاطنا الإنساني والميداني مستمر، والتواصل قائم مع الجيش اللبناني، واتصالاتنا مفتوحة مع الأطراف لمحاولة التهدئة، ونزع فتيل التوتر، وتجنب نزاع أوسع".

يجدر الذكر أن جيش الاحتلال كان قد ذكر في إحاطات لوسائل إعلام إسرائيلية، إنه اضطر إلى "تعليق مناقشات عملياتية تتعلق بالجبهة الشمالية (في إشارة إلى التصعيد المُحتمل ضد لبنان) بسبب الأحداث في [سديه تيمان]"، على خلفية اقتحام اليمين المتطرف قاعدتين عسكريتين، أمس الاثنين.