08-يوليو-2024
من معرض طرابلس الشام

يستعيد المعرضان جوانب مهملة من تاريخ طرابلس (فيسبوك)

افتتح "متحف نابو" في منطقة شكّا، شمالي لبنان، في التاسع والعشرين من حزيران/يونيو الفائت، معرضين حول مدينة طرابلس هما: "مجموعة الفنانين العشرة: هوية منفتحة على الوجود"، و"طرابلس الشام: جولة مصوّرة مع البطاقات البريدية"، اللذين يتواصلان حتى منتصف أيلول/سبتمبر المقبل.

ويأتي افتتاح المعرضين ضمن فعالية تظاهرة "طرابلس عاصمة للثقافة العربية" لعام 2024، ويسعى المنظمون من خلالهما إلى استعادة جوانب مهملة ومنسية من الإرث الثقافي والفني للمدينة الساحلية اللبنانية منذ بداية القرن العشرين وصولًا إلى اليوم.

يُقام المعرض الأول في الطابق الأول من المتحف، ويتزامن مع مرور 50 عامًا على تأسيس مجموعة "الفنانين العشرة" التي ظهرت منتصف سبعينيات القرن الفائت، وأصبحت ظاهرة لافتة في المشهد التشكيلي اللبناني الذي أمدته بالعديد من الأسماء الفنية البارزة، والتيارات المتنوعة.

يستعيد هذان المعرضان جوانب مهملة ومنسية من الإرث الثقافي والفني لمدينة طرابلس منذ بداية القرن العشرين وصولًا إلى اليوم

وتشكّلت هذه المجموعة من: النحات محمد الحفار (1929 – 1933)، وعبد الرحيم غالب (1931)، ومحمد غالب (1935 – 2020)، وبسام الديك (1943 – 2016)، وفضل زيادة (1944)، وعبد اللطيف بارودي (1944)، وفيصل سلطان (1946)، وعدنان خوجة (1948)، ومحمد عزيزة (1949)، وسلمى معصراني (1949).

في المعرض الثاني المُعنون بـ"طرابلس الشام"، والذي يحتضنه الطابق الثاني من المتحف، يعرض "نابو" مجموعة من البطاقات البريدية النادرة التي تقدّم صورة مغايرة ولافتة لمدينة طرابلس منذ أواخر القرن التاسع عشر، أي عندما كانت لا تزال مدينة سورية لها خصوصيتها وعمقها الحضاري وما يجمعها بالمدن السورية الأخرى، خاصةً تلك القريبة منها: دمشق، وحمص، واللاذقية، وطرطوس.

تُركّز البطاقات المأخوذة من المجموعة الخاصة للباحث اللبناني بدر الحاج على أولى مظاهر الحداثة في المدينة. وكان الحاج قد جمع هذه البطاقات في كتاب يحمل العنوان نفسه "طرابلس الشام: جولة مصورة مع البطاقات البريدية"، وصدر عام 2010، بهدف استعادة صورة المدينة التي تقف اليوم على النقيض تمامًا مما كانت عليه.

من معرض طرابلس الشام

وتستعيد بعض هذه البطاقات مواقع ومعالم عمرانية شهدت تغييرًا جذريًا، وأخرى لم تعد موجودة على الإطلاق. ويتضح من خلالها مدى فرادة وأهمية المدينة الساحلية في ذلك الوقت، وقد وصفها الموظفان العثمانيان محمد بهجت ورفيق تميمي بأنها: "أبهى بلدة على ساحل سوريا"، و"معرض فخم للبدائع والمحاسن".

وتَظهرُ في هذه البطاقات أبرز معالم المدينة الساحلية، مثل: سكة الحديد، وبرج السباع، والبوابة في الميناء، وبركة البداوي، وبرج الساعة الحميدية، وخط الترامواي، ومقهى التل، وشارع عزمي، والزاهرية، إضافةً إلى مساجد المدينة ومرافقها العامة ومشاهد من الحياة اليومية فيها آنذاك.

وتعود هذه البطاقات إلى استديوهات التصوير التي ظهرت في طرابلس خلال النصف الأول من القرن العشرين، مثل: "شوحا"، و"فوتو سبور"، و"صرافيان أخوان"، و"ميشال دافيد"، و"دولوكس أستيل"، و"الأخوة نوردايم"، و"منشورات الشرق".