16-سبتمبر-2024
إقالة غالانت

آليات عسكرية لجيش الاحتلال قرب الحدود مع لبنان (رويترز)

يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر "الكابينت"، اليوم الاثنين، وسط خلافات بين رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، حول شن حرب برية على لبنان انطلاقًا من شمال الأراضي المحتلة، وصلت إلى حد تهديد نتنياهو بإقالة غالانت في حال عارض شن حرب في لبنان.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال، أمس الأحد، إن "طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان واخترقت مجالنا الجوي لما يزيد على 30 كم دون أن يتم اعتراضها"، مضيفة أن المسيّرة "حلقت في الأجواء الإسرائيلية لمدة تزيد عن عشر دقائق على الأقل، وانفجرت في منطقة نهر الأردن بالجليل الأعلى"، دون أن يضيف أي تفاصيل أخرى.

نتنياهو يهدد باستبدال غالانت

قالت هيئة البث العبرية، اليوم الاثنين، إن "الكابينت سيجتمع اليوم على وقع الخلافات بين (بنيامين) نتنياهو و(يوآف) غالانت"، حيث ذكرت وسائل إعلام عبرية في وقت سابق، أن غالانت يعارض شن حرب في لبنان قبل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، خلافًا لموقف نتنياهو، الذي أكد أنه "يجب الاستعداد لمعركة طويلة في الشمال والتي ستجبي ثمنًا باهظًا".

تشير تقارير الإعلام العبري إلى وجود "توترات قياسية بين نتنياهو وغالانت حول عمل (عسكري واسع) محتمل على الجبهة الشمالية"

وكانت الهيئة العبرية، قد أشارت، أمس الأحد، إلى وجود "توترات قياسية بين نتنياهو وغالانت حول عمل (عسكري واسع) محتمل على الجبهة الشمالية"، في إشارة إلى لبنان، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي مقرب من نتنياهو لم تسمه، أنه "إذا حاول غالانت إحباط عمل ما، سأستبدله".

وبحسب الهيئة، يؤيد "قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، اتخاذ إجراءات محدودة (ضد لبنان)"، لكنها أضافت أيضًا أنه "من ناحية أخرى، اعترض غالانت في المناقشات على العمل على المدى القريب في الشمال، وادعى أنه يجب استنفاد الاتصالات من أجل تسوية محتملة".

وفي دليل على وجود انقسام داخل قادة جيش الاحتلال بشأن توسيع رقعة الحرب مع لبنان، أعلن جيش الاحتلال، أمس الأحد، أنه فتح تحقيقًا بشأن إلقاء اللواء الإقليمي 769 منشورات تطالب بإخلاء سكان بلدة الوزاني جنوبي لبنان، لم توافق عليها القيادة العليا، مدعيًا أنها جاءت بـ"مبادرة خاصة" من اللواء الإقليمي.

وفي السياق، قال موقع "واينت" العبري، إن المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتاين، وصل إلى "إسرائيل"، اليوم الاثنين، حيثُ "من المتوقع أن يلتقي بالرئيس (الإسرائيلي)، إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية بين إسرائيل وحزب الله، ومن أجل منع حرب شاملة".

القيادة الشمالية توصي باحتلال منطقة عازلة في جنوب لبنان

إلى ذلك، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أمس الأحد، إن قائد القيادة الشمالية اللواء، أوري غوردين، أوصى "مؤخرًا في مناقشات مغلقة بالسماح للجيش باحتلال منطقة أمنية عازلة في جنوب لبنان لتصبح تحت السيطرة الإسرائيلية".

وأضاف غوردين بأنه "تمت تهيئة الظروف التي تسمح للجيش بتنفيذ هذه الخطوة في وقت قصير"، مرجعًا ذلك إلى أن "العديد من أعضاء قوة الرضوان، وحدة النخبة في حزب الله، الذين تم نشرهم بالقرب من السياج الحدودي، قُتلوا خلال 11 شهرًا من القتال أو فروا شمالًا"، على حد قوله.

وقدّرت الصحيفة العبرية أن "حوالي 20 بالمئة فقط من السكان الذين عاشوا هناك عشية السابع من تشرين الأول/أكتوبر (الماضي) لا يزالوا موجودين في الجنوب"، في إشارة إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان القرى في جنوب لبنان التي تقع على الحدود مع شمال الأراضي المحتلة.

واعتبرت "يسرائيل هيوم" أن "مثل هذا الانخفاض في عدد السكان سيمكن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ مثل هذه المناورة (العملية البرية) بطريقة أبسط وأسرع"، مضيفة أن "الهدف من خطوة احتلال الشريط الأمني هو إزالة التهديد وإبعاد قوات حزب الله حتى لا تشكل تهديدًا لسكان الشمال (في الأراضي المحتلة)"، حسب الصحيفة.

وزعمت الصحيفة وجود "تفاهم متزايد في المستوى السياسي (الحكومة) بأنه في ظل فشل الجهود الدبلوماسية الأميركية للتوصل إلى تسوية سياسية مع حزب الله، فلا خيار سوى عمل عسكري كبير لإعادة سكان الشمال (النازحين الإسرائيليين) إلى ديارهم".

التوصل إلى اتفاق مع لبنان يتلاشى

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع في حكومة الاحتلال في بيان لها، اليوم الاثنين، إن غالانت أجرى اتصالًا هاتفيًا مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، مضيفة أن النقاش ركز "على الجهود المبذولة لضمان عودة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، والتزام إسرائيل بإعادة سكان الشمال إلى ديارهم، بعد تغيير الوضع الأمني ​​في المنطقة".

وأضاف البيان أنه "في مناقشة الساحة الشمالية (مقابل جنوب لبنان)، أكد غالانت أن إمكانية التوصل إلى إطار متفق عليه، تتلاشى، مع استمرار حزب الله ربط نفسه بحماس"، مشددًا على "التزام إسرائيل بإزالة وجود حزب الله في جنوب لبنان، وتمكين العودة الآمنة لأهالي شمال إسرائيل إلى ديارهم"، وفق المصدر ذاته.

ورأى الصحفي، عبد القادر عبد الحليم، في حديث لـ"التلفزيون العربي"، أنه من خلال حديث غالانت مع أوستن بشأن الجبهة الشمالية "لا يبدو أنه من النظرة الأولى أن غالانت يختلف كثيرًا حول ضرورة التصعيد، لكن الاختلاف الحقيقي هو حول كيفية إدارة هذا التصعيد، وما هي الأولويات التي يجب أن تكون في إطار أي تصعيد مستقبلي أيضًا".

وأوضح عبد الحليم، أن "هناك اختلاف في مدى إمكانية الذهاب إلى حرب شاملة، ومدى جهوزية هذا السيناريو" بين قادة الجيش وحكومة الاحتلال، مضيفًا أن "هناك إجماع على ضرورة التصعيد، واختلاف على طريقة التصعيد، إذا ما كان سيشمل ضربات جوية، وإلى أي مدى وأي نطاق، وإذا كان سيشمل عمليات برية"، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد أي اتفاق  حتى اللحظة، أو أي حالة من الإجماع، لا في المنظومة الأمنية، ولا حتى على المستوى السياسي".

ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصدر نيابي في "حزب الله" تأكيده، أنه "على الرغم من التصعيد الإسرائيلي وتوسعة عملياته في الجنوب والبقاع، بيد أننا لا نزال نستبعد سيناريو الحرب الشاملة، فالعدو لا يمكنه خوض حرب واسعة مع المقاومة"، وتابع مضيفًا "نحن نرى أنه يضغط فقط ويهوّل كلاميًا، وبكل الأحوال نحن جاهزون كما قلنا سابقًا ومرارًا لكل الاحتمالات، وأصبحنا أقوى مما كنا عليه سابقًا".

ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله"، بالاشتراك مع الفصائل الفلسطينية، شن عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بقصف قرى وبلدات الجنوب الواقعة على "الخط الأزرق" الفاصل مع جنوب لبنان، فضلًا عن شنه غارات متفرقة في عمق الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى العاصمة بيروت.

ويقول "حزب الله" إن جبهة الجنوب المشتعلة هي "جبهة إسناد" للفصائل الفلسطينية في غزة، ويربط توقف المواجهات على الجبهة الشمالية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.