10-سبتمبر-2024
لبنان حرب شاملة

نقطة مراقبة لقوات اليونيفل في بلدة مروحين بجنوب لبنان (رويترز)

أكد مسؤول أميركي أن فكرة نشوب حرب شاملة بين "إسرائيل" و"حزب الله" اللبناني "ليست قريبة"، لكنه لم يستبعد حدوثها أيضًا، محذرًا من أنه لن يبقى بيوت للعودة إليها في نشوب حرب شاملة، ومشيرًا في الوقت نفسه إلى أن مفاوضات ترسيم الحدود مع لبنان مختلفة عن غزة، نظرًا لوجود 13 نقطة عليها خلاف، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.

وقال المسؤول الأميركي في الذي مؤتمر الحوار الشرق أوسطي الأميركي "MEAD"في واشنطن، أمس الاثنين، إنه "إذا شنت إسرائيل حربًا، ربما لن تبقى بيوت يمكن العودة إليها بعد ذلك، وبعد أن يموت أشخاص كثيرون، سيتوصلون إلى التسوية نفسها التي تدفعها الولايات المتحدة الآن"، بحسب ما نقلت الصحيفة العبرية.

نتائج الحروب كارثية

وأضاف المسؤول الأميركي، وفقًا لما نقلت "يديعوت أحرنوت"، اليوم الثلاثاء، أن "فكرة شن حرب والاعتقاد أن الوضع سيكون جيدًا من دون التفكير بالتبعات هو أمر ليس صحيحًا. لا توجد حروب سهلة، وهذه ليست لعبة، والنتائج دائمًا لا تكون جيدة".

قال المسؤول الأميركي إن "لا توجد حروب سهلة بالإمكان بدئها في ظروف مختبر. ونحن لا نشكك في قدرات إسرائيل العسكرية في لبنان، لكن نتائج الحروب كارثية"

وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه "لا توجد حروب سهلة بالإمكان بدئها في ظروف مختبر. ونحن لا نشكك في قدرات إسرائيل العسكرية في لبنان، لكن نتائج الحروب كارثية. وينبغي التفكير في التبعات على الجانب الآخر".

وبحسب "يديعوت أحرنوت"، فإن المسؤول الأميركي لم يستبعد حربًا بين "إسرائيل" و"حزب الله"، لكنه أضاف أن "حربًا شاملة ضد لبنان ليست قريبة"، مشيرًا إلى أن "هجمات حزب الله ضد إسرائيل ليست ردا على السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فقد بدأت قبل ذلك بكثير".

واعتبر المسؤول الأميركي أن "هدف الاتصالات التي تقودها الولايات المتحدة هو خفض التوتر وإنهاء الصراع، وهذا أمر معقد جدًا لأن حزب الله ربط أفعاله بإنهاء الحرب في غزة"، لافتًا إلى محاولة واشنطن "منع تصعيد المواجهة لأنها تنطوي على خطورة بالانجرار إلى حرب إقليمية، إن لم يكن أوسع من ذلك".

واعتبر أن "اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيفتح الباب أمام اتفاق شامل في لبنان"، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد مقترح بنقل أراض من إسرائيل إلى لبنان. ويوجد 13 نقطة مختلف حولها. والمفاوضات مع لبنان مختلفة عن غزة، لأن وقف إطلاق النار مع لبنان لن ينجح لأن لا أحد سيعود إلى بيته".

وبحسب ما نقلت "يديعوت أحرنوت"، فإن المسؤول الأميركي رأى أنه "يوجد اتفاق واحد محتمل، والمعايير موجودة هناك: ينبغي أن يكون حزب الله على مسافة من الخط الأزرق، ويتعيّن على الحكومة اللبنانية أن تتحمل المسؤولية"، مشددًا على أنه "ينبغي أن نتوصل إلى وقف إطلاق نار، وتنفيذ خطوات تضمن تعزيز الدولة اللبنانية والجيش اللبناني".

وقال المسؤول الأميركي إن: "معظم اللبنانيين لا يريدون حربًا وإنما تسوية. ولا شيء في لبنان بسيط. وبالنسبة للبناني العادي، حزب الله لا يبدو مشابهًا لكيف نراه نحن. العلاقات معقّدة. ويرون النقاط السلبية في حزب الله، لكنهم يعتقدون أيضًا أنهم بحاجة إليه لأنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم"، وفق الصحيفة العبرية ذاتها.

وأضاف أن "هدفنا من التوصل إلى هذه التسوية هو كسر السيطرة الإيرانية. وينبغي تعزيز المؤسسات في لبنان. ولا يوجد مسؤول في جهاز الأمن الإسرائيلي يشكك بالمساعدات الأمنية التي تمنحها إدارة بايدن لإسرائيل".

ثمة احتمال لاتفاق مع السعودية

وبحسب المسؤول الأميركي، فإنه "لا يوجد نقاش على أن وقف إطلاق النار في غزة سيفتح باب تطبيع العلاقات مع السعودية و(إبرام) صفقة مع لبنان. وهذا مسار ينصح به أكثر"، مضيفًا أنه "لم تعد هناك إمكانية للعودة إلى السادس من تشرين الأول/أكتوبر (الماضي)، وينبغي التوصل إلى اتفاق. والأفضل هو التوصل إلى اتفاق قبل نشوب حرب، وبإمكانك دائما التوجه إلى حرب بعد ذلك".

وأشار المسؤول الأميركي، وفقًا للصحيفة ذاتها، إلى أن "ثمة احتمال لاتفاق مع السعودية. وهذه ليست هندسة سلام بارد فقط. والقيمة الموجودة في تطبيع علاقات مع السعودية أكبر بكثير من جميع اتفاقيات السلام التي أنجزت، من دون التقليل من أهميتها".

وكان وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، قد صرح، أمس الاثنين، قائلًا: "نحن كحكومة (لبنانية) نريد وقف إطلاق النار ووقف الحرب، وقد أبلغنا معظم المعنيين استعدادنا للقيام بمفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيلين من أجل ذلك"، مشددًا على أن "الدولة اللبنانية هي التي تقول نعم أم لا في هذا الشأن".

وتعليقًا على كلام بو حبيب، نقل موقع "العربي الجديد"، عن أحد الوزراء الذين يمثلون "حزب الله" في حكومة تصريف الأعمال، قوله: "لن نعلّق على كلام (عبد الله) بو حبيب، لكن موقف المقاومة معروف، لا حديث قبل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ولا وقف لجبهة لبنان قبل وقف إطلاق النار في غزة".

وأضاف الوزير أن "حزب الله لديه نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة يعبر من خلالهم عن موقفه، وأي تفاوض سياسي غير مباشر تقوم به الدولة على غرار ما حصل بترسيم الحدود البحرية، هذا شأن لها"، مؤكدًا أنه "لا حديث قبل وقف العدوان".