لليوم الـ338 تواليًا، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملته الممنهجة في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة، دون اكتراث تجاه الشجب والتنديد الدوليين، وغير آبه بالمطالبات من المؤسسات الحقوقية والأممية بإيقاف آلة القتل، والتي أودت بحياة ما يقارب 41 شهيدًا و95 ألف جريحًا، وجلّ الشهداء والجرحى من النساء والأطفال.
وخلال الأشهر الماضية، أظهرت إدارة رئيس وزراء الاحتلال تعنتًا واضحًا فيما يخص ملف المفاوضات، ورمت بجهود الوسطاء عرض الحائط، طالما كانت تحصل على الضوء الأخضر والسلاح من قبل الولايات المتحدة لإتمام جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة.
واشنطن بوست: إنهاء الحرب أصبح مطلبًا بعيد المنال، ولن يحصل على الأرجح قبل مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه.
وفي كلّ مرة كانت الأطراف تشير فيها إلى قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كانت المفاوضات تشهد تعثرات جديدة، ومماطلة من قوات الاحتلال، مما يعيد المفاوضات لنقطة البداية، ويكسب خلالها الاحتلال المزيد من الوقت للاستمرار بجرائمه.
صحيفة واشنطن بوست أشارت في مقال لها نُشر مساء السبت أن الإدارة الأميركية أعادت النظر في مسألة تقديم مقترح أخير للتوصل إلى اتفاق في مفاوضات غزة المتعثرة، مشيرة إلى ما وصفته بجهود الولايات المتحدة المستمرة منذ شهور للتوصل إلى اتفاق تعرضت لنكسة في الأيام الأخيرة، ما يجعل إنهاء الحرب مطلبًا بعيد المنال، ولن يحصل على الأرجح قبل مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن منصبه.
Biden cease-fire push falters again after new demand by Hamas https://t.co/URiLpGKuwx
— Souad Mekhennet (@smekhennet) September 8, 2024
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إنهم "يعيدون تقييم الخطوات التالية بعد أن كانوا يأملون في البداية في تقديم اقتراح جديد وأخير للجانبين "المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي" في الأيام المقبلة.
وزعمت واشنطن بوست أن العقبة الأخيرة في مفاوضات غزة تمثلت بتقديم حركة حماس مطلبًا "جديداً ومفاجئًا" يتعلق بالأسرى الذين سيفرج عنهم الاحتلال. وتضاف هذه العقبة الجديدة، بحسب الصحيفة، إلى تعنت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في التخلي عن السيطرة على محور فيلاديلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
واشنطن بوست عن سيناتور أميركي: من خلال عدم انتقاد تعنت نتنياهو، فقد أعطوه غطاءً سياسيًا لمواصلة المماطلة
وبحسب الصحيفة الأميركية فإن هناك فرصة وصفتها بالضئيلة، ما زالت ماثلة للتوصل إلى اتفاق، وهو ما يدفع الأميركيين بحسبها لمواصلة جهودهم، حيث نقلت واشنطن بوست عن مسؤول أميركي وصفته بالكبير أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن عددًا من المحتجزين الأميركيين السبعة المتبقين في غزة ما زالوا على قيد الحياة، ويمكن إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من صفقة من ثلاثة أجزاء.
كذلك نقلت الصحيفة عما وصفتهم بالمصادر المطلعة على النقاشات الأميركية الداخلية قولها إن بعض مستشاري بايدن يريدون منه فرض المزيد من الضغوط على نتنياهو، وقالت المصادر: "كان هناك نقاش داخل البيت الأبيض حول ما إذا كان ينبغي إعلان نتنياهو باعتباره عقبة رئيسية أمام الاتفاق، لكن هذا أصبح أقل احتمالًا"، خصوصًا بعد مقتل ستة أسرى إسرائيليين واستعادة الاحتلال لجثثهم.
وصرح السيناتور كريس فان هولن للصحيفة بأن البين الأبيض لم يفرض ضغوطًا كافية على نتنياهو، وأضاف هولن وهو عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أنه من خلال عدم انتقاد تعنت رئيس الوزراء نتنياهو، فقد أعطوه غطاءً سياسيًا لمواصلة المماطلة: "إنه لغز بالنسبة لي، لماذا لا تنتقده الإدارة بشكل أكثر وضوحًا".