16-يونيو-2024
الهدنة تهدف إلى السماح لشاحنات المساعدات بالوصول إلى معبر كرم أبو سالم

(إكس) منطقة الهدنة في الطريق الواصل من كرم أبو سالم إلى شارع صلاح الدين وشماله

بعد إعلانه عن "هدنة تكتيكية" جنوبي قطاع غزة بهدف السماح بوصول كميات متزايدة من المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين، عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، وأكّد أن القتال "مستمر"، مما أثار حالة من الارتباك والتساؤلات حول مدى جدية هذا الإعلان وأهدافه الحقيقية.

وكان البيان الذي أعلن عن "هدنة تكتيكية" قد قال: "تقرر اعتبارًا من يوم أمس (السبت) وبشكل يومي بين الساعات الثامنة صباحًا وحتى السابعة مساء (05:00 إلى 16:00 بتوقيت غرينيتش) أنه سيتم تعليق الأنشطة العسكرية بشكل تكتيكي ومحلي، وذلك لأغراض إنسانية في الطريق الواصل من كرم أبو سالم إلى شارع صلاح الدين وشماله".

وجاء في البيان المذكور أنه جرى اتخاذ هذا القرار في سياق الجهود: "لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة"، إثر محادثات مع الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، أن وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، لم يكن على علم مسبق بقرار الجيش بـ"الهدنة التكتيكية" التي أعلن عنها.

يتضح عدم التوافق بين القيادة السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال بعد الإعلان عن "هدنة تكتيكية" للسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ثم التراجع والتأكيد على استمرار القتال

وهنا أصدر جيش الاحتلال بيانه الذي أوضح فيه أنه: "لا يوجد وقف للقتال في جنوب قطاع غزة، والقتال في رفح مستمر. كما لا يوجد تغيير في إدخال البضائع إلى قطاع غزة".

وبدوره, هاجم وزير الأمن القومي اليميني المتطرّف، إيتمار بن غفير، عبر منصة "إكس"، قائلًا: "الذي اتخذ قرارًا بشأن هدنة تكتيكية لنقل (مساعدات) إنسانية، خصوصًا في وقت يسقط فيه خيرة جنودنا، هو (شخص) شرير وأحمق لا ينبغي أن يستمرّ في منصبه".

وأضاف: "حان الوقت.. لوقف هذا النهج المجنون والواهم والذي لا يجلب لنا سوى مزيد من القتلى".

بالتوازي مع ذلك، أفاد مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" بأنّه منذ الساعة الخامسة فجرًا لم تُنفّذ أيّ غارة جوية أو عملية قصف أو قتال في وسط قطاع غزة، وفي أجزاء أخرى منه.

وكان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قد أعلن، أمس السبت، أنّه لن يكون بمقدور "الجيش" استعادة كل الأسرى في قطاع غزّة، من خلال العمليات العسكرية، وفق ما نقلت "القناة 12" الإسرائيلية.

وقال هاغاري: "علينا أن نقول بصراحة؛ لن نتمكن من إعادة جميع المختطفين عبر العمليات العسكرية، ونحن نعمل على تهيئة الظروف لعودة جميع المختطفين في أسرع وقت ممكن".

يتضح عدم التوافق بين القيادتين السياسية والعسكرية بعد الإعلان عن "هدنة تكتيكية" ثم التراجع عنها، وفي عدم دراية غالانت بأمر هذه الهدنة، وانتقاد بن غفير للقرار بشدة.

وفي سياق متصل، صرّح الوزير المستقيل من مجلس الحرب، غادي آيزنكوت، بأن بن غفير له تأثير سلبي للغاية على قرارات نتنياهو، وأن نفوذه الكبير في مجلس الحرب رغم عدم عضويته فيه تسبّب في رفض إبرام صفقة إطلاق النار وتبادل الأسرى.

تعكس هذه الأحداث تعمّق الخلافات الإسرائيلية وانتقالها من المشهد السياسي إلى داخل المؤسسة العسكرية، مما يصعّب إيجاد مخرج من ورطة الحرب في ظل الاضطراب في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وإصرار نتنياهو وحلفائه المتطرفين على استمرار القتال.