18-يوليو-2024
احتجاجات الإسرائيليين

(Getty) من احتجاجات الإسرائيليين ضد حكومة نتنياهو

أعرب غالبية الإسرائيليين عن قلقهم إزاء الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في "إسرائيل"، وذلك وفقًا للمؤشر الشهري الصادر عن معهد "سياسة الشعب اليهودي"، التابع للوكالة اليهودية.

وقال معهد السياسة إنّ استطلاع شهر تموز/يوليو الجاري الذي يجريه لفحص التوجّهات والأنماط الرئيسيّة لدى الرأي العام الإسرائيلي حول القضايا المركزيّة المطروحة، أظهر أنّ الغالبية العظمى من المواطنين الإسرائيليين "قلقون للغاية" أو "قلقون" بشأن الوضع الأمني ​​في "إسرائيل".

وأشهر الاستطلاع أنّ الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم من أنصار اليمين، (بما في ذلك يمين الوسط)، عبّروا عن "قلقهم" تجاه الوضع الأمني، بينما قالت أوساط الوسط واليسار إنّهم يشعرون بـ"القلق الشديد".

أظهر الاستطلاع أنّ الغالبية العظمى من المواطنين الإسرائيليين "قلقون للغاية" أو "قلقون" بشأن الوضع الأمني ​​في "إسرائيل"

وأضاف المعهد أنّ الغالبية الأكبر عبّرت عن شعورها بـ"القلق" بشأن الوضع الاقتصادي في "إسرائيل"، مشيرًا إلى أنّ الأغلبية في أوساط اليمين قالت إنّها تشعر بعدم القلق إزاء الوضع الاقتصادي، حيث بيّنت الإحصائيات أنّ 40 بالمئة من أوساط اليمين لا يشعرون بالقلق إلى حد ما، فيما قال 18 بالمئة إنّهم لا يشعرون بالقلق على الإطلاق.

لكن في أوساط المجموعات الأخرى، بما في ذلك يمين الوسط، فإنّ الأغلبية تشعر بالقلق إزاء الوضع الاقتصادي، فيما يسود بين أغلبية أنصار الوسط واليسار الشعور بـ"قلق شديد".

وسجل مؤشر الشهر الجاري ارتفاعًا طفيفًا في مستوى ثقة اليهود الإسرائيليين بأنّ "إسرائيل" ستنتصر في حربها على قطاع غزة، بالمقارنة مع الشهرين الماضيين.

وعلى مقياس من 1 إلى 5، قال حوالي ثلث اليهود، ما يوازي 35 بالمئة، إن مستوى ثقتهم بالنصر هو 1 أو 2، من مستوى منخفض إلى منخفض جدًا، في حين قدّر 41 بالمئة ثقتهم بالنصر عند المستوى 4 أو 5، كما قال 45 بالمئة من المواطنين العرب إن إمكانية انتصار "إسرائيل" في الحرب على غزة منخفضة، على عكس 26 بالمئة الذي قالوا إن مستوى ثقتهم بالنصر هو 4 أو 5.

وأيّد 56 بالمئة من أنصار اليمين الإسرائيلي سيطرة "إسرائيل" الأمنيّة والمدنيّة على قطاع غزة المحاصر، لكن هذه النسبة لا تعكس رأي جميع الإسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع، حيث قال ربع الإسرائيليين الذين شاركوا في الاستطلاع إنهم يؤيدون خيار السيطرة الإسرائيلية الكاملة، أمنيًّا ومدنيًّا على قطاع غزة بعد الحرب.

واعتبر غالبية المواطنين أنّ الترتيب الأفضل لقطاع غزة بعد الحرب هو أن يُحكم القطاع مدنيًّا بواسطة "جهات فلسطينية وعربية"، في حين تحتفظ إسرائيل لنفسها بالسيطرة الأمنيّة على قطاع غزة.

أما على مستوى الجبهة الشمالية التي تشهد تصعيدًا للمواجهات العسكرية بين جيش الاحتلال و"حزب الله اللبناني"، فقد أشار التقرير إلى أنّ 56 من اليهود يدعمون شن هجوم عسكري فوري أو بعد القتال في غزة، على لبنان.

وأظهر الاستطلاع أنّ أنصار كتل وأحزاب الائتلاف اليميني، باستثناء حزب "يهدوت هتوراه"، تؤيد شن هجوم فوري على لبنان (45 بالمئة من ناخبي الليكود، ونحو 60 بالمئة من ناخبي شاس والصهيونية الدينية)، فيما قال 67 بالمئة من المواطنين العرب إنهم يؤيدون التسوية السياسية لإنهاء التوتر الحدودي مع "حزب الله".

كما أيّد غالبية الإسرائيليين التركيز على "المصالح" في السلوك خلال الحرب على حساب الجانب الأخلاقي الذي رأوا أنه مسألة ثانوية، وقال 26 بالمئة من الإسرائليين إنهم يرون أنه من الضروري التركيز على حماية المصالح فقط، فيما أيّد 32 بالمئة التركيز على حماية المصالح مع استثناءات قليلة.

وفي هذه المسألة، فضّل 48 بالمئة من أنصار اليمين على المصالح فقط، دون الاعتبار الأخلاقي، في حين قال 50 بالمئة من يمين الوسط إنّ هناك تفضيل واضح للسلوك المبني على المصالح، لكن مع وجود استثناءات.

وأظهرت بيانات المؤشر أنّ 9 بالمئة من العرب لديهم ثقة كبيرة أو كبيرة إلى حد ما بالحكومة الإسرائيلية، في حين قال 26 بالمئة من اليهود إن ثقتهم بالحكومة كبيرة أو كبيرة إلى حد ما، من بينهم 56 بالمئة من أنصار اليمين، والتي انحصرت بين ناخبي حزبي "الليكود" و"شاس".

وأوضح المعهد أنّ المؤشر أظهر انخفاضًا في مستوى ثقة الإسرائيليين برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، حيث قال 54 بالمئة إن ثقتهم منخفضة جدًا برئيس الحكومة، إلى جانب 69 بالمئة من العرب الذين شاركوا في الاستطلاع. وبالعموم، قال 57 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إنّ ثقتهم منخفضة جدًا بنتنياهو.

كما سجّل الاستطلاع تراجعًا في الثقة بالقيادة العليا للجيش الإسرائيلي في أوساط اليمين، حيثُ قال ثمانية من بين كل عشرة أشخاص يمينيين شاركوا في الاستطلاع إنّ لديهم ثقة منخفضة أو منخفضة للغاية في القيادة العليا للجيش، على عكس اليهود الوسطيين الذين قال اثنين من بين كل ثلاثة أشخاص شملهم الاستطلاع إنّ لديهم ثقة عالية أو عالية جدًا في القيادة العليا للجيش.

وظهر الاستطلاع تفاوتًا واضحًا في آراء الإسرائيليين تجاه المظاهرات التي ينظمها أهالي المحتجزين للضغط على حكومة الاحتلال لإبرام صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي سجّلت ارتفاعًا لدى أنصار الوسط واليسار، في حين كانت منخفضة بين أنصار اليمين.

وقال 37 من اليهود، إلى جانب 62 من العرب، إنّهم يدعمون المظاهرات كما هي، بينما قال 39 بالمئة من اليهود إلى جانب 4 بالمئة من العرب إنّهم لا يدعمون المظاهرات من حيث المبدأ، ويرون أنّه مبالغ فيها.

وقال المعهد إن موقع "همداد" (المؤشر) أجرى الاستطلاع في المجتمع اليهودي عبر استبيان نشر على الإنترنت شمل 616 شخصًا، فيما أجرت شركة "أفكار" الاستطلاع في المجتمع العربي الذي شمل 200 شخص، تم استطلاع رأي نصفهم على الهاتف، والنصف الآخر عبر الإنترنت.