08-سبتمبر-2024
غزة

في شهر آب قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 مدرسة تستخدم كمراكز إيواء "أسوشيتد برس"

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مجازر ضد الإنسانية بحق أهالي قطاع غزة، ويتمثل ذلك بمواصلة حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها في القطاع لليوم الـ338 على التوالي.

الاحتلال الإسرائيلي استهدف في عدوانه على القطاع كل تفاصيل الحياة اليومية، ولم يستثن منها القطاع التعليمي، فقد وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تصاعدًا خطيرًا في سياسة الاحتلال الممنهجة باستهداف المدارس، والتي تحولت إلى مراكز إيواء للمدنيين النازحين قسرًا في قطاع غزة دون إنذار مسبق، متسببة بقتل وإصابة المئات منهم، كجزء من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة.

الأورومتوسطي: منذ بداية شهر آب/أغسطس قصف الاحتلال  16 مدرسة تستخدم كمراكز إيواء في قطاع غزة،ما أدى إلى استشهاد 217 فلسطينيًّا

وأفاد المرصد الأورومتوسطي في تقرير صدر اليوم الأحد أن فريقه الميداني وثق قصف الطائرات الإسرائيلية، منتصف ليل أمس السبت، مدرسة "حليمة السعدية"، التي تؤوي مئات النازحين قسرًا في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة منهم وإصابة آخرين بجروح.

كما قصفت الطائرات الإسرائيلية قبيل عصر السبت مدرسة "عمرو ابن العاص"، التي تؤوي نازحين، شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين، أحدهم طفل، وإصابة آخرين بجروح.

وأبرز المرصد أنه ومنذ بداية شهر آب/أغسطس الماضي، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 مدرسة تستخدم كمراكز إيواء في قطاع غزة، 15 منها شمال وادي غزة، ما أدى إلى استشهاد 217 فلسطينيًّا، وإصابة المئات، عدد كبير منهم من النساء والأطفال.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن استهداف المدارس وتدميرها على رؤوس النازحين لا يستند إلى أي مبرر فعلي، ويشكل انتهاكًا صارخًا لمبادئ التمييز، والضرورة العسكرية، والتناسبية، وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وأضاف أن جيش الاحتلال يحاول في كل مرة تبرير هذه الهجمات بادعاءات استهداف أهداف عسكرية، دون تقديم أي دليل يثبت صحة تلك الادعاءات.

ونوّه المرصد الحقوقي أن التحقيقات الأولية التي أجراها فريقه الميداني تشير إلى تعمد الجيش الإسرائيلي تدمير ما تبقى من مراكز الإيواء في القطاع، بما فيها المدارس والمنشآت العامة، بهدف خلق بيئة قسرية تكره السكان المدنيين على ترك مناطق سكناهم والنزوح قسرًا نحو وسط وجنوب القطاع.

الأورومتوسطي: الاحتلال يتعمد تدمير ما تبقى من مراكز للإيواء في القطاع بهدف إكراه المدنيين على النزوح قسرًا نحو جنوب القطاع ووسطه

وأضاف أن الخطة التي كشفت عنها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، والتي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يدرس حاليًا خيارات طرد وتهجير ما تبقى من الفلسطينيين في شمال وادي غزة تحت ما يُعرف بـ"خطة الجنرالات"، تمثل دليلًا آخر على نية الاحتلال تفريغ غزة من ساكنيها.

وأشار إلى أن حديث صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن نقاش رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" مع الجيش تنفيذ مرحلة رابعة لحربه الدامية، تقوم على طرد السكان من شمال قطاع غزة، هو مؤشر أن مخطط التهجير القسري الذي نفذته القوات الإسرائيلية منذ الأيام الأولى للحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر على التوالي، ما يزال قائمًا مع غياب أي مواقف دولية فاعلة ضد الإبادة الجماعية الاستئصالية ضد الفلسطينيين.

وأكد المرصد الحقوقي أن تواطؤ الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية في الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين، وبخاصة في قطاع غزة، في ظل الصمت الدولي والفشل في اتخاذ أي تدابير فاعلة لوقف جريمة الإبادة الجماعية هناك، يشجع "إسرائيل" على استكمال مخططاتها في إبادة الفلسطينيين جماعيًّا والقضاء عليهم بالقتل المباشر وغير المباشر والتهجير القسري.

وقال المرصد الأورومتوسطي إنه من ومن خلال تتبع منهجية القصف الإسرائيلي، يتضح وجود سياسة واضحة ترمي إلى استهداف المدنيين الفلسطينيين في كل مكان في قطاع غزة، وبث الذعر بينهم، وحرمانهم من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، ودفعهم للنزوح مرارًا وتكرارًا، وإهلاكهم وإخضاعهم لظروف معيشية قاتلة، مع استمرار القصف على امتداد القطاع واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية، والتركيز على استهداف مراكز الإيواء، بما في ذلك تلك المقامة في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".