08-يونيو-2024
عدوان متواصل على غزة

(Getty) القصف لا يتوقف مع حالة نزوح متواصلة لأهالي القطاع

في اليوم الـ246 من العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن النزوح الدائم هو الحالة الأساسية في غزة، في ظل توسيع الاحتلال عدوانه من رفح إلى المنطقة الوسطى في قطاع غزة.

وعلى صعيد القصف والعدوان البري، فإن جيش الاحتلال يكثف من قصفه على مدينة دير البلح وسط القطاع، بعد أيام من القصف المتواصل على مخيمات البريج والنصيرات والمغازي.

وبحسب مصادر محلية، فإن حالة نزوح واسعة تشهدها مدينة دير البلح، في ظل توغل إسرائيلي بري على أطرافها، وقصف عنيف على عدة نقاط فيها، وبالأخص المنطقة الشرقية.

النزوح يتكرر في مناطق القطاع الوسطى، مع توسيع الاحتلال عدوانه من رفح إلى وسط القطاع

وكانت دير البلح قد صارت منطقة نزوح كبيرة، إذ تحولت إلى نقطة تركز لأهالي القطاع بعد النزوح الأخير من رفح.

وتتعرض المنطقة الوسطى في العموم، إلى قصف عنيف، بالإضافة إلى غارات تستهدف المنازل، كان آخرها قصف على منزل في مخيم البريج، أدى إلى سقوط 6 شهداء.

وفي ظل ما سبق، فإن وزارة الصحة في غزة تواصل التحذير من خروج مستشفى شهداء الأقصى، الوحيد في المنطقة، عن الخدمة نتيجة عدم سماح الاحتلال بإدخال الوقود للمستشفى.

أمّا على صعيد رفح، فإن عمليات القصف تتكثف على على غرب وشمال غرب مدينة رفح. بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال عن الاحتلال الكامل لمحور فيلادلفيا، إذ وصلت آليات جيش الاحتلال إلى المنطقة السويدية في نهاية الشريط الحدودي. مع أنباء عن توغل الاحتلال في عدة أحياء من مدينة رفح.

وتحت القصف الإسرائيلي، فإن الأنباء تصل عن حالة نزوح واسعة من منطقة مواصي رفح، في ظل العدوان المتواصل عليهم.

وأفادت مصادر محلية بسقوط شهيد على الأقل بقصف على المنازل شمال مدينة رفح. وأعلنت مصادر طبية أن هناك عشرات جثث الشهداء ملقاة في شوارع مدينة رفح، بالإضافة إلى مصابين لا تستطيع الطواقم الطبية الوصول إليهم جراء استمرار القصف.

وأضافت أن قوات الاحتلال استهدفت مستشفى الكويت التخصصي في رفح، المُخلى والخارج عن الخدمة، ما تسبب باندلاع حريق في أجزاء كبيرة منه.

وأوضحت مصادر محلية أن طواقم الإنقاذ تمكنت من انتشال جثماني شهيدين متحللين ومجهولي الهوية من مفرق أبو عفانة داخل حي البرازيل في رفح.

واستشهد 6 مواطنين، وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال على منزل يعود لعائلة شاهين في بلوك 12 بمخيم البريج وسط قطاع غزة، تزامنًا مع قصف مدفعي وإطلاق نار من الآليات العسكرية شرق المخيم.

كما أفادت مصادر محلية باستمرار القصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق في مخيم البريج وشرقي دير البلح وسط قطاع غزة.

وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف منزلًا في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 10 آخرين، وإلحاق دمار كبير بالمنزل والمنازل المجاورة.

وأصيب عدة أطفال أثناء لعبهم داخل حي الزيتون بمدينة غزة، عقب إلقاء طائرة مسيّرة إسرائيلية قنبلة عليهم.

وأفادت مصادر محلية، بانتشال طواقم الدفاع المدني، صباح اليوم، جثامين خمسة شهداء، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف طائرات الاحتلال الحربية على منزل في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، تخلّله إصابة 14 آخرين بجروح مختلفة.

وأكدت مصادر محلية، بأن الاحتلال قصفت بعشرات القذائف حيي الزيتون والصبرة في غزة، وفي محيط المخيم الجديد شمال النصيرات وسط القطاع.

اختبار إسرائيلي

أورد التلفزيون الإسرائيلي الرسمي "قناة كان"، الجمعة، أنّ إسرائيل بدأت تنفيذ المشروع الهادف لتغيير حكومة حركة حماس في شمال قطاع غزة تحديدًا، من خلال "قيادات محليّة" يؤمّن لها جيش الاحتلال الحماية.

واجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي السبت الماضي، بحضور الفريق المفاوض واللواء الإسرائيلي نيتسان ألون، السبت الماضي، لمناقشة اقتراح للبدء في تجربة بديل لحكم حماس، يعرف باسم "الفقاعات الإنسانية".

ووفق ما نشرته القناة الإسرائيلية فإن الجيش الإسرائيلي سيعمل في عدة أحياء شمال قطاع غزة، بحيث تتدفق المساعدات إلى هذه الأحياء، على أن تبدأ إسرائيل العمل مع قيادات محلية في هذه الأحياء.

إسرائيل على القائمة السوداء

أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش البعثة الإسرائيليّة لدى الأمم المتحدة، يوم الجمعة، بقراره إدراج الجيش الإسرائيليّ على القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إنّه تلقى إخطارًا رسميًا من الأمين العام للأمم المتحدة بشأن قراره إدراج الجيش الإسرائيلي في القائمة السوداء للدول التي تقتل الأطفال (CAAC)، والتي تتضمّن دولًا ومنظمات مسلحة لم تتخذ التدابير الكافية لتحسين حماية الأطفال.

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الخارجية الإسرائيلية بدأت بالفعل بحث وسائل الرد الممكنة على قرار ضم إسرائيل للقائمة السوداء. ونقلت عن مصادر إسرائيلية مسؤولة أنّ "ضم إسرائيل للقائمة السوداء خطير جدًا، وقد يدفع دولًا لفرض حظر للسلاح عليها". 

الجوع يتفاقم

"يواجه الفلسطينيون مجاعة في الأشهر المقبلة"، هذا هو توقع عاملة الإغاثة وأخصائية التغذية كريستينا إزكويردو، العضوة في منظمة العمل ضد الجوع غير الحكومية، بحسب صحيفة "إل باييس" الإسبانية.

وعادت إزكويردو إلى إسبانيا بعد شهر من العمل الإنساني في غزة، وتحدثت عن "المشهد الكئيب" الذي شهدته في الأسابيع الأخيرة، قائلةً: "إن مستوى الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس ومرافق الصرف الصحي، ترك الفلسطينيين دون إمكانية الوصول إلى أي خدمات أساسية". مضيفةً: "إذا لم تصل المساعدات، فسوف تنهار غزة".

وقالت: "الفلسطينيون يتضورون جوعًا ولا تحصل أجسادهم على الطاقة اللازمة؛ تتحلل الأنسجة ويتأثر الجلد". موضحةً: "لهذا السبب نرى صورًا لأشخاص يبدو عليهم الهزال. وظروف الأطفال أسوأ من ذلك، إن نقص الغذاء يبطئ النمو والتطور. وفي كثير من الحالات، لا يمكن العلاج، ويفشل الجهاز المناعي، ويموت الكثير من الناس بسبب العدوى".

وشددت على أن سكان القطاع "على حافة المجاعة"، وهي أخطر مرحلة من مراحل انعدام الأمن الغذائي، مع ارتفاع خطر الموت جوعًا، وفقًا للتصنيف المرجعي العالمي.

وقالت إن عملية تحديد ما إذا كان ينبغي إعلان المجاعة هي عملية "معقدة"، لكن منظمتها تدرك بالفعل أن 30% من الأطفال دون سن الثانية في القطاع يعانون من سوء التغذية الحاد. 

كما عادت فينيا ديامانتي، رئيسة الفريق الميداني للمنظمة غير الحكومية في غزة، لتوها من القطاع. وقالت إن "الوضع في رفح ، حيث يركز الجيش الإسرائيلي الآن هجومه البري، حرج". مضيفةً: "في الأسابيع القليلة الماضية، وبعد عدة عمليات إجلاء، لم نتمكن إلا من توزيع مياه الشرب ومستلزمات الإيواء والقليل المتبقي من الطعام الطازج". 

وأوضحت: "لقد تأثر العمل الإنساني، مثل أي نشاط آخر في رفح، بالحصار العسكري الإسرائيلي. اضطررنا إلى مغادرة مكتبنا مرة أخرى وغادر الكثيرون منازلهم. كان لدينا أيضًا مستودعات تحتوي على المواد الغذائية أو مواد النظافة ولم نعد نعرف حالتها".

وأكدت ديامانتي: أن "عمليات إسقاط المواد الغذائية جوًا، فضلًا عن وصول المساعدات عبر ميناء بحري بنته الولايات المتحدة، والذي لم يعد للعمل إلّا اليوم الجمعة، ليست إجراءات كافية"، مضيفةً: "إدخال واحد لن ينجح. نحن بحاجة إلى فتح المنافذ الحدودية والطرق البرية". وبحسب الأمم المتحدة، دخلت 216 شاحنة فقط من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم الشهر الماضي، أي بمعدل ثمانية في اليوم. ومعبر رفح مغلق منذ احتلال إسرائيل على الممر الحدودي بين القطاع ومصر الأسبوع الماضي.

وقد أكدت منظمة العمل ضد الجوع على أنه على الرغم من عدم الإعلان عن المجاعة في غزة، إلا أن الناس يموتون بالفعل بسبب الأمراض أو العدوى المرتبطة بالجوع.