ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الـ261 من الحرب على غزة، ثلاثة مجازر مروعةً بمخيم الشاطئ والمواصي وحي التفاح، ما أسفر عن مقتل 101 من الشهداء و169 مصابًا، وبهذه الحصيلة الدموية الجديدة يرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفًا و551 شهيدًا، و85 ألفًا و911 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة بانتشال أكثر من 17 شهيدًا من تحت أنقاض مربعٍ سكني في حي التفاح بعد قصفه من قبل طائرات الاحتلال.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: إنّ "الاحتلال دمر 7 منازل في مخيم الشاطئ ما أسفر عن استشهاد 18 شخصًا"، مشيرًا إلى ارتكاب مجزرتين مروعتين بمخيم الشاطئ وحي التفاح".
وقد استنكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استهداف مكتبها في رفح جنوب قطاع غزة، بعد سقوط قذائف إسرائيلية بالقرب منه ما ألحق أضرارًا به.
وقالت اللجنة، في بيان، إنّ "مقذوفات من العيار الثقيل سقطت على بعد أمتار قليلة من مكتب ومقر سكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر غربيّ رفح بعد ظهر الجمعة".
وأضافت: "الضربة ألحقت أضرارًا مادية بمكتبنا المحاط بمئات المدنيين النازحين الذين يعيشون في الخيام، بمن فيهم العديد من زملائنا الفلسطينيين وأسرهم".
أكدت وزارة التعليم في غزة أن حوالي 40 ألف طالب وطالبة في الثانوية العامة لن يتمكنوا من الالتحاق بالامتحانات هذا العام، مما يعتبر "سابقة" وانتهاكًا خطيرًا لحقوقهم التعليمية
وأشارت اللجنة إلى أنّ الهجوم تسبب في وصول أعداد كبيرة من الضحايا إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني في المنطقة، الذي أعلن أنه استقبل على الأقل 22 شهيدًا و45 جريحًا، مع وجود تقارير عن وقوع إصابات إضافية.
وقال شهود عيان ممّن قُتل أقاربهم في إحدى عمليات القصف بالقرب من المستشفى الميداني التابع للصليب، إن القوات الإسرائيلية أطلقت وابلًا ثانيًا من النيران أدى إلى مقتل أشخاص خرجوا من خيامهم.
وكشفت اللجنة أنّ هذا الهجوم يأتي بعد هجماتٍ متتاليةٍ وقعت في الأيام الأخيرة، ففي وقت سابق أطلقت أعيرة نارية تجاه مقرات للجنة الدولية للصليب الأحمر.
وشجبت اللجنة، عمليات إطلاق النار على مقربة شديدة من المرافق الإنسانية، والتي اعتبرتها تعرض حياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني للخطر.
وكانت دبابات الاحتلال قد ارتكبت مجزرةً جديدةً بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح، والتي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة، ودعت النازحين الفلسطينيين إلى التوجه إليها. وأدى هذا القصف إلى استشهاد 25 نازحًا وإصابة 50 آخرين.
وأدلى المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة بتصريحات قال فيها: "نواجه صعوباتٍ في توفير الوقود اللازم للقيام بعملنا"، مضيفًا: "نطالب بتوفير الدعم لنا لنتمكن من القيام بمهامنا"، مؤكدًا في الوقت نفسه انتشال طواقم الدفاع المدني "عددًا من جثث الشهداء، ومن الجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال بعد استهداف مخيم الشاطئ".
بدورها قالت قناة الأقصى الفضائية إن قصفًا مدفعيًا عنيفا استهدف حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وأضافت القناة أن مدفعية الاحتلال جددت قصفها على محيط منطقة المنطار ونهاية شارع السكة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وبحسب مصادر إعلامية فلسطينية، خاضت المقاومة اشتباكاتٍ ضاريةً مع قوات الاحتلال في عدة مناطق غرب رفح. وذلك في وقتٍ تواصل فيه قوات الاحتلال حصار الحي السعودي في رفح وتستهدفه بشكلٍ دائمٍ عبر غاراتٍ جويةٍ وقصفٍ مدفعيٍ. كما تمنع طواقم الإسعاف من الدخول إليه لانتشال جثامين الشهداء وإجلاء المصابين.
وعلى صلةٍ بموضوع الاشتباكات، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت موقع إسناد "صوفا" العسكري الإسرائيلي برشقةٍ صاروخيةٍ، وذلك ردًّا على المجازر بحق المدنيين في غزة.
كما قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها قصفت تجمعًا لجنود وآليات العدو بقذائف الهاون قرب مفترق عوض الله بمخيم يبنا جنوبي مدينة رفح.
وفيما يخص تطورات الوضع الانساني المأزوم أعلن حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة ارتفاع عدد الأطفال الذين استشهدوا بالمستشفى جراء سوء التغذية إلى 4 شهداء خلال أسبوعٍ واحدٍ.
كما أفاد مدير مستشفى كمال عدوان برصد أكثر من 250 طفلًا عليهم علامات سوء التغذية. وطالب مدير المستشفى "العالم بتشكيل لجنة تحقيقٍ للوقوف على ملابسات اغتيال الأطباء"، مردفًا القول "نحن أمام كارثةٍ صحيةٍ ونوجه نداء استغاثةٍ بأن الأيام المقبلة ستحصد مزيدًا من الضحايا".
بدورها حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس السبت من أن نقص الإمدادات وانهيار القانون والنظام بقطاع غزة يؤدي إلى تقويض تقديم المساعدات لسكان غزة.
وقال مدير التخطيط بالأونروا سام روز "لا يوجد وقفٌ حقيقيٌ لإطلاق النار بغزة، وفي كل يومٍ تستمر فيه الحرب تصبح العمليات الإنسانية أكثر صعوبةً".
وأعلنت وزارة التعليم في قطاع غزة أن 40 ألف طالبٍ وطالبةٍ في الثانوية العامة لن يتمكنوا من الالتحاق بالامتحانات هذا العام؛ وهو ما يمثل سابقةً وانتهاكاً خطيرًا يتهدد مستقبلهم ويقوض فرص التحاقهم بالجامعات.
وتابع بيان الوزارة أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع حرم أكثر من 800 ألف طالبٍ وطالبةٍ بمختلف المراحل التعليمية في قطاع غزة من حقهم في التعليم.
قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس: إن "الجرائم الصهيونية تستدعي تحركًا أكثر فاعليةً من المجتمع الدولي لإجبار الاحتلال على وقف جرائمه وانتهاكاته"
وشدد بيان الوزارة "على أن قوات الاحتلال تعمدت منذ بداية هذه الحرب استهداف الأطفال والنساء والمدنيين؛ فاستشهد وأصيب واعتقل عشرات الآلاف من بينهم آلاف الطلبة والعاملين في سلك التعليم، بينما خرج أكثر من 85% من المنشآت التعليمية عن الخدمة كنتيجة لاستهدافها المباشر والمتعمد، وهو ما سيشكل تحديًا كبيرًا لجهود استئناف العملية التعليمية بعد نهاية الحرب".
وعلى إثر الحصيلة الدامية أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس بيانًا أكدت فيه أن "العدو الصهيوني يواصل استهدافه الوحشي للمدنيين العزل في غزة، وينفذ مجازر جديدةً بمخيم الشاطئ والمواصي ورفح".
وأردف بيان الحركة أنّ "الجرائم الصهيونية تستدعي تحركًا أكثر فاعليةً من المجتمع الدولي لإجبار الاحتلال على وقف جرائمه وانتهاكاته"، وأكد البيان أنّ "الاحتلال وقادته النازيون سيدفعون ثمن انتهاكاتهم بحق شعبنا الفلسطيني، وهذه الجرائم لن تكسر إرادة الفلسطينيين".
إسرائيليًّا
خرج آلاف الإسرائيليين في مظاهراتٍ مساء أمس السبت بتل أبيب والقدس وحيفا وقيساريا وبئر السبع، وذلك للمطالبة برحيل حكومة بنيامين نتنياهو وإبرام صفقةٍ لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
ووفقًا لذوي الأسرى الإسرائيليين في غزة فإنه من المستبعد "إبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة دون إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو من رئاسة الحكومة" حسبما نقلته عنهم القناة 12 الإسرائيلية.
دوليًا
كان استهداف مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر محط إدانة دولية، وفي هذا الصدد دان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قصف مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي أدى لسقوط ضحايا عددهم 22 شهيدًا بالإضافة لعشرات الجرحى، ودعا بوريل إلى "تحقيقٍ مستقلٍ في الحادث".
ودعت قطر وإسبانيا، أمس السبت، في بيانٍ مشتركٍ إلى وقفٍ فوريٍ ومستدامٍ للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي.
وأكدت الدوحة ومدريد في البيان "التزامهما بتحقيق سلامٍ عادلٍ ومنصفٍ بما يضمن قيام دولةٍ فلسطينيةٍ وتحقيق الأمن".
كما طالب البلدان "جميع الأطراف باتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بشأن رفح".