26-يونيو-2024
شاحنات المساعدات الإنسانية لغزة

إسرائيل تمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة (وكالة الأناضول)

ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 32 شهيدًا و139  مصابًا، ولفت التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى إلى أنّ عددًا من الضحايا ما يزال تحت ركام القصف وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وقدّرت مصادر غير رسمية أن يكون عدد الشهداء نحو 51 شهيدًا، سقطوا في مناطق متفرقة من القطاع منذ ساعات الفجر الأولى.

وبذلك يرتفع عدد ضحايا الحرب منذ السابع من أكتوبر إلى 37658 شهيدًا والجرحى إلى 86237 مصابًا.

ويشار ههنا إلى ما صرح به الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، الذي قال "لا يمكننا التعامل مع العدد الكبير من ضحايا القصف لنقص الإمكانيات".

مضيفًا أنّ "الاحتلال ينتهج سياسةً جديدة تتمثل في كثافة استهداف المنازل السكنية"، لافتًا النظر إلى أنّ "هناك أكثر من 10 آلاف مفقود لا يزالون موجودين تحت الأنقاض"، مطالبًا بتزويد الدفاع المدني "بمعدات ثقيلة ومتقدمة لانتشال المفقودين تحت الأنقاض"، منوّهًا إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي "تعمّد استهداف عناصر الدفاع المدني أثناء عملهم".

وفي تفاصيل التطورات الميدانية للعمليات العسكرية، أفادت المصادر، بنسف قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدة مبانٍ بمحيط دوار غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

لم تدخل المساعدات إلى قطاع غزة منذ نحو 50 يومًا، مما يهدد بمجاعة في مختلف محافظاته. وقد بلغت أزمة الغذاء مرحلة شديدة الصعوبة في مختلف أنحاء القطاع

كما أحرق جيش الاحتلال منازل بحي البرازيل في رفح جنوب قطاع غزة، ونفّذ قصفًا مدفعيًا على وسط المدينة.

وأدى القصف الذي استهدف مخيم الشاطئ غرب غزة إلى سقوط 10 أشخاص من عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، إسماعيل هنية، بينهم شقيقته. كما سقط 3 شهداء آخرون وعدد من الجرحى في غارة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين بشارع الوحدة غرب مدينة غزة.

فيما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة 13 جنديًا، بينهم 7 في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقال  جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إنه "يستعد لإعلان نهاية المناورة البرية في مدينة رفح والإبقاء على قوات بمحور فيلادلفيا"، فيما أعلن رئيس الوحدة الاستراتيجية بسلاح الجو الإسرائيلي أنه بعد 8 أشهر من الحرب استطاع الجيش الإسرائيلي فقط تدمير 35% إلى 40% من قوة حماس.

أما فصائل المقاومة الفلسطينية فأعلنت مهاجمة جنودٍ وآليات إسرائيلية في مدينة رفح.

وكانت  سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قالت إن مقاتليها فجروا "عددًا من العبوات الأرضية في الآليات العسكرية الصهيونية على خط السير والإمداد في منطقة تل زعرب جنوب غرب مدينة رفح وقصفناها بالتزامن مع تموضعات العدو بوابل من قذائف الهاون الثقيل والنظامي".

وعلى صعيد التطورات الإنسانية للحرب، قالت الحكومة بغزة إن المساعدات لم تدخل للقطاع منذ نحو 50 يومًا ما ينذر بمجاعة في مختلف محافظات القطاع.

وكشف مدير وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن نحو 26 ألف مريض قدموا طلبات للعلاج بالخارج، لكن لم يسافر منهم إلا 6 آلاف فقط.

وأضاف مدير وزارة الصحة أن "كافة المستشفيات مدمرة ومستهدفة بالكامل، ومرضى كثيرون يعانون نقصًا حادا في الدواء وخاصة مرضى السرطان والضغط".

فيما قال الأمين العام لاتحاد جمعيات الهلال والصليب الأحمر الدوليين إن "أزمة الغذاء في قطاع غزة وصلت نقطةً حرجة، وإن خطر الجوع هناك يزداد".

بدورها أكدت منظمة الصحة العالمية على لسان المتحدثة باسمها أنه "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة"، مشيرةً إلى أن المنظمة "تقدم 80 % من التجهيزات الطبية في قطاع غزة"، وأنّ "ثمة حاجةً لنقل المرضى ذوي الحالات الحرجة إلى خارج قطاع غزة، ونحن عاجزون عن نقل المرضى ذوي الحالات الحرجة بسبب إغلاق المعابر".

وذكرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية أن لديهم "60 شاحنةً تنتظر في مدينة العريش المصرية للدخول إلى غزة"، قائلةً "نحتاج إلى إتاحة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، فبدون إيصال المساعدات فورًا إلى غزة فإن خطر المجاعة يلوح في الأفق".

وفي هذا السياق أكد المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط أنّ أغلبية سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، واصفًا "استخدام إسرائيل أسلحةً متفجرة في المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة" بأنه "أمر مروع".

داعيًا إلى "فتح كافة المعابر في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية".

كما طالب المنسق الأممي "بوقف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية".

وأصدرت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بيانًا قالت فيه "نتابع الأنباء عن تنسيق جهات مع الاحتلال لتسهيل سفر بعض المرضى وحاملي الجنسيات الأجنبية عبر معبر كرم أبو سالم وما يُعرف بـ"ممر ديفيد" الذي أقامه الاحتلال بمحاذاة محور فيلادلفيا".

وتابع البيان "نحذر من التساوق مع مخططات استبدال معبر رفح وتبعاتها. هذا تطور خطير يكشف عن نوايا الاحتلال ومخططات استبدال معبر رفح والتهجير الطوعي للفلسطينيين".

قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن تل أبيب تناقش مع أميركا كيف يمكن للأمم المتحدة والدول الأوروبية والعربية المعتدلة إيجاد بديل لحكم حماس في غزة

ودعت اللجنة "مصر إلى رفض هذا المخطط الذي يمس بالسيادة المصرية وبأمنها القومي"، كما دعت "جميع الدول والمنظمات الدولية إلى عدم المساهمة في تمرير مخططات الاحتلال تحت مسميات إنسانية"، مؤكدةً في بيانها أنّ "معبر رفح البري هو معبر فلسطيني مصري خالص، وسيبقى كذلك، وإدارة معبر رفح أمر فلسطيني ويخضع للتوافق الفلسطيني فقط، ولن نقبل بفرض أجندات الاحتلال والعالم علينا في شأن معبر رفح".

وأصد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بيانًا أكد فيه "أن أي اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان هو اتفاق مرفوض، ولن يتغير موقفنا هذا في أي مرحلة من المراحل".

وشدّد البيان على أنّ "العدو اختار التصعيد واجتاح رفح وأغلق المعابر وتسبب بكوارث إنسانية ومجاعة رهيبة في كل أنحاء القطاع".

وقال هنية في بيانه إن "المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لوقف العدوان وإدخال المساعدات وتوفير متطلبات الحياة لأهلنا وشعبنا"، وأكّد على أنّ "كل الأفكار حول اليوم التالي وترتيبات البيت الداخلي يجب أن تكون فلسطينيةً خالصة، ولا حق لأحد بأن يتدخل فيها، لا الاحتلال ولا غيره".

إسرائيليًّا

أدلى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أمس الثلاثاء، بتصريحات قال فيها "إن القضاء على حركة حماس سيستغرق وقتًا طويلًا"، وأعلن هنغبي أن تل أبيب "تناقش مع أميركا كيف يمكن للأمم المتحدة والدول الأوروبية والعربية المعتدلة إيجاد بديل لحكم حماس في غزة".

وأثارت تصريحات هنغبي  بشأن حماس جدلًا في حكومة نتنياهو حسب القناة الـ12 الإسرائيلية التي قالت "إن 3 وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو طالبوا مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي بتوضيح تصريحاته بشأن عدم القدرة على القضاء على حركة حماس".

وفي هذا السياق أيضًا قال بيني غانتس، الوزير السابق في مجلس الحرب وزعيم حزب معسكر الدولة: "حماس فكرة لا يمكن تدميرها، ولكن بإمكاننا القضاء على قدراتها" حسب زعمه.

وفي اختتام زيارته للولايات المتحدة التي استمرت ثلاثة أيام، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال لقائه نظيره الأميركي لويد أوستن "لن ننسى وقفة واشنطن معنا منذ اليوم الأول لهجوم 7 أكتوبر".

مضيفًا "نحن عند مفترق طرق، وأنا هنا في واشنطن لبحث أهدافنا المشتركة مع الولايات المتحدة"، وتابع غالانت "نحن عازمون على إرساء الأمن وتغيير الواقع على الأرض، والوقت ينفد منا"، معتبرًا أنه "آن الأوان لتفي واشنطن بالتزاماتها بشأن تزويدنا بالأسلحة المطلوبة لمواجهة التهديدات".

أما زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لبيد فركز في تصريحاته على موضوع تجنيد الحريديم بعد قرار المحكمة العليا الذي رفض إعفاءهم من التجنيد، إذ قال: "يجب البدء في تجنيد الحريديم وتطبيق القانون وإلا فسيكون ذلك خيانةً للجيش".

واعتبر لابيد فيما يخص تطورات الحرب على غزة أنّ "إسرائيل لن تتعافى إلا إذا كانت هناك صفقة لإعادة المختطفين"، مشددا على أن "إسرائيل تفقد مكانتها في المجتمع الدولي"، مضيفًا "إذا اقترحت الحكومة حربًا لا نهائية علينا أن نعمل على استبدالها بحكومة أخرى".

بدوره قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، إنه لا يثق في نتنياهو معتبرا أنه "كل ما يفعله يهدف إلى تمديد بقائه في الحكم"، مردفًا القول "سأعمل على تشكيل ائتلاف صهيوني، ونرحب بانضمام حزب الليكود إلينا لكن دون بنيامين نتنياهو".

وكانت صحيفة هآرتس قد قالت، في تقرير، إن زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي سارة نتنياهو اتهمت "الجيش بالتآمر من أجل القيام بانقلاب عسكري للإطاحة برئيس الحكومة من السلطة"، ونفى نتنياهو لاحقًا ما ورد في الصحيفة.

دوليًّا

قال المتحدث باسم وزراة الدفاع الأميركية إن "وزير الدفاع لويد أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتفادي التصعيد في الشرق الأوسط"، وأضاف المتحدث "نعمل مع الوكالات الأميركية والدولية من أجل تيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة".

كما اعتبر المتحدث باسم البنتاغون أنّ "مسؤولية وقف إطلاق النار في غزة تقع على حماس"، متابعًا القول "لا خطط لدينا لنشر قوات أميركية على الأرض في غزة، والرصيف العائم حل مؤقت لتسريع إدخال المساعدات إلى غزة في ظل الأزمة المتفاقمة هناك"، وأكّد البنتاغون أنّ "حماية المدنيين في غزة أولوية بالنسبة للولايات المتحدة.

وكان نشطاء داعمون لفلسطين قد تظاهروا أمام مقر إقامة وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، خلال زيارته إلى واشنطن، وهتفوا "لا يمكنك الاختباء، أنت ترتكب إبادة جماعية".

وكشف بيان للخارجية الأميركية أنها "تجري مراجعات خاصة بشأن جرائم حرب محتملة بغزة"، وأكد بيان الخارجية الأميركية على أنْ "لا بديل لإيصال المساعدات إلى غزة أفضل من طرق البر ولا سبيل لزيادتها إلا وقف إطلاق النار"، وشدد البيان على أنّ "الوضع الإنساني على الأرض في غزة مترد للغاية ونركز على التخفيف من حدته".

وعلى المستوى الأممي قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ المنظمة "أكدت لإسرائيل ضرورة الالتزام بحماية المنشآت الإنسانية والعاملين فيها"، وشددت على أن "وجود العمليات الإنسانية بغزة في مرمى النيران مرارا ومقتل عاملين فيها أصبح أمرًا لا يطاق".