15-أغسطس-2024
فلسطيني بين ركام مدرسة دمرها القصف الإسرائيلي

صعّدت إسرائيل من عدوانها على قطاع غزة قبل استئناف المفاوضات (رويترز)

أكدت وزارة الصحة في غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل الأطفال في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة لليوم الـ314 على التوالي، في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة التي تستضيف جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار، وسط ترقب بأن تفضي إلى اتفاق يضع حدًا للمأساة الإنسانية المستمرة في القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن جيش الاحتلال واصل عمليات نسف وقصف مدفعي طاول مبانٍ جنوبي حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، فيما أطلق طيران الاحتلال النيران باتجاه حييّ السعودي والسلطان غربي مدينة رفح، جنوبي القطاع.

وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأن الاحتلال استهدف منزلًا في حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط ثلاثة شهداء، فضلًا عن وجود إصابات في صفوف المدنيين.

تسبب إغلاق إسرائيل للمعابر بوفاة أكثر من ألف طفل ومريض وجريح، وفاقم من المعاناة الإنسانية في القطاع

وذكر مراسل "التلفزيون العربي" أن طيران الاحتلال شن غارة جوية على منطقة المطاحن، شمال غربي مدينة خانيونس، مشيرًا إلى استمرار الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق المحيطة بمنطقة التوغل البري المتواصل منذ نحو أسبوع.

وأضاف أن غارات جوية استهدفت أبراج حمد، وأدت إلى تدمير أحد الأبراج السكنية في المنطقة، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى خلال الساعات الماضية.

وأشار مراسل "التلفزيون العربي" إلى أن جيش الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة في المدينة راح ضحيتها ما يقرب من 30 شهيدًا، جراء استهدافه مربعًا سكنيًا في منطقة الشيخ ناصر، فضلًا عن وجود سبعة أشخاص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وإصابة 50 فلسطينيًا بجروح.

وكانت وزارة الصحة في غزة قد أشارت، أمس الأربعاء، إلى ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 39.965 شهيدًا وشهيدة، بالإضافة إلى إصابة 92294 فلسطينيًا وفلسطينية في القطاع منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وأضافت أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

الاحتلال يتعمد قتل الأطفال

إلى ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة في تصريح لـ"التلفزيون العربي" إن عشرة آلاف مريض سرطان بحاجة إلى العلاج خارج القطاع جراء انهيار المنظومة الصحية.

وأضافت الوزارة في تصريحها أن الاحتلال يتعمد قتل الأطفال في القطاع ضمن حرب الإبادة الجماعية، مشيرةً إلى وجود نحو 25 ألف جريح ومريض يحتاجون إلى السفر فورا للعلاج في الخارج.

وفي السياق، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، في مؤتمر صحفي عقد وسط قطاع غزة أمس الأربعاء، إن: "إغلاق المعبر (من قبل الاحتلال)، منذ 100 يوم، تسبب بوفاة أكثر من ألف طفل ومريض وجريح، والكارثة الإنسانية تتعمق في قطاع غزة على كل الأصعدة".

وإذ حذّر الثوابتة من أن: "حياة المرضى والجرحى الآخرين مهددة بالموت بسبب سياسة الاحتلال غير الإنسانية وغير الأخلاقية بمنعهم من السفر لتلقي العلاج"، فإنه شدد في الوقت ذاته على أن الاحتلال يواصل منذ 100 يوم: "منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية والأدوية والعلاجات والمساعدات بأنواعها المختلفة".

ونوه الثوابتة إلى أن: "الاحتلال يواصل إغلاق معبر رفح الحدودي بعد أن قام بإحراقه وتجريفه وإخراجه عن الخدمة، بالتزامن مع تعمُّق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق وعلى كل الأصعدة ومناحي الحياة كافة".

وحمّل الثوابتة الاحتلال والإدارة الأميركية "المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لإغلاق معبر رفح، ومنع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية ومنع إدخال المساعدات، ووفاة الأطفال والمرضى".

وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد نقلت عن بلدية غزة قولها إن نحو 150 ألف طن من النفايات تراكمت في شوارع المدينة، بسبب منع الاحتلال طواقمها من الوصول لمكب النفايات الرئيسي، مما يؤثر بسلامة وصحة المواطنين، ويؤدي إلى تفشي الأوبئة والأمراض.

الاحتلال يعتقل 16 فلسطينيًا من الخليل

وبموازاة حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع منذ 10 أشهر، تواصل قوات الاحتلال عمليات الاقتحام اليومية لمختلف مدن الضفة الغربية المحتلة، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن قوات الاحتلال اعتقلت، فجر اليوم الخميس، 16 فلسطينيًا من محافظة الخليل، بعد دهم منازلهم وتفتيشها.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطينيين اثنين، وإصابة سبعة حالة أحدهم حرجة خلال عدوانه على مخيم بلاطة في نابلس.

وقال موقع "العربي الجديد" إن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس لتأمين اقتحام المستوطنين قبر يوسف، بالتزامن مع اقتحامها مخيم بلاطة المجاور، ثم استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية مجموعة من الشبان.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد شابين أحدهما (24 عامًا)، وإصابة أربعة آخرين بينهم طفلة وسيدة، إثر قصف طائرة مسيّرة إسرائيلية، تجمعًا في مخيم بلاطة، شرقي مدينة نابلس.

وأفاد مراسل "وفا"، نقلًا عن رئيس مجلس قروي المنية، زايد كوازبة، بأن مجموعات من المستوطنين نصبوا ثمانية بيوت متنقلة على أراضي الفلسطينيين في مناطق: الطينة، حجار، وادي الأبيض، والسروجيات، شرق القرية إلى جنوب شرق بيت لحم، وذلك تمهيدًا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة.

كما ذكرت "وفا" أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة البيرة، واعتقلت شابًا فلسطينيًا. ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن عدة آليات عسكرية إسرائيلية اقتحمت المدينة، وتمركزت في المنطقة الصناعية، قبل أن يداهم جنود الاحتلال منزل الشاب لاعتقاله.

إلى ذلك، نقلت الوكالة عن مصادر محلية أن قوات الاحتلال الخاصة اختطفت شابين فلسطينيين من مدينة طولكرم، وذلك عقب تسللها للمدينة بمركبات تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، والتنكر بملابس مدنية، وأشارت المصادر إلى أنه تبع تسلل القوات الخاصة اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال للمدينة.

 جولة جديدة من المفاوضات 

دبلوماسيًا، تستضيف الدوحة، اليوم الخميس، جولة جديدة من مفاوضات وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وسط توقعات أن يفضي الاتفاق في حال التوصل إليه إلى نزع فتيل أزمة قد تؤدي إلى حرب إقليمية في المنطقة.

وأعلنت الولايات المتحدة و"إسرائيل" إرسال وفديهما الى قطر، أمس الخميس، للمشاركة في المفاوضات التي سيحضرها أيضًا ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد حسمت موقفها بعدم المشاركة في جولة المفاوضات، اليوم الخميس، وأوضح عضو المكتب السياسي للحركة، سهيل الهندي، لـ"العربي الجديد" أن: "الحركة تطالب بالتزام واضح من قبل الاحتلال بما جرى الاتفاق عليه في الثاني من تموز/يوليو المنصرم، وفق ما نقله الوسطاء من توضيحات، وإذا حصل ذلك فالحركة جاهزة للدخول في آليات تنفيذ الاتفاق".

ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصدر مطلع قوله إنه من المتوقع أن يتشاور الوسطاء مع "حماس"، وأن الحركة تريد عودة الوسطاء إليها "برد جاد" من "إسرائيل"، وقالت إنها ستلتقي بالوسطاء بعد جلسة الخميس إذا حدث ذلك.

وذكر بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن الوزير، أنتوني بلينكن، شدد في اتصال هاتفي مع نظيره القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على أنه: "لا ينبغي لأي طرف في المنطقة اتّخاذ إجراءات من شأنها تقويض جهود التوصل لاتفاق".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة على النحو المخطط له رغم قرار "حماس" عدم الحضور، مشيرةً إلى أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، بريت مكجورك، سيشاركان في المحادثات.

وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرر إرسال فريق التفاوض الذي يضم رئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، ديفيد برنيع، ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، ومسؤول ملف الرهائن في الجيش، نيتسان ألون؛ في الموعد المتفق عليه لإجراء المفاوضات.

وفي الوقت الذي قالت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الصلاحيات التي منحها نتنياهو للفريق لا تمكنه من التفاوض في القضايا الأساسية، فإن صحيفة "هآرتس" أفادت من جهتها بأن الصلاحيات التي منحها نتنياهو للوفد تمكنه من التقدم في المفاوضات.

ترحيب بانضمام تركيا إلى قضية الإبادة الجماعية

وفي سياق متصل، أعرب وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا، رونالد لامولا، أمس الأربعاء، عن ترحيب بلاده بانضمام تركيا إلى قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية.

وقال لامولا، في تصريح صحفي، إن انضمام تركيا يشكل دليلًا على صلابة القضية، مشيرًا إلى أن: "انضمام تركيا سيمكن المحكمة من النظر إلى القضية من منظور جديد".

وكانت جنوب إفريقيا قد رفعت دعوى قضائية ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية، نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي، وأشارت جنوب إفريقيا إلى أن الدعوى تأتي في سياق انتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.

وانضمت تركيا إلى قضية الإبادة الجماعية في السابع من آب/أغسطس الجاري، لتصبح سابع دولة تنضم رسميًا إلى القضية، بعد كل من: نيكاراغوا، كولومبيا، ليبيا، المكسيك، فلسطين، وإسبانيا.