13-سبتمبر-2024
تفاصيل جديدة

(GETTY) سيارة متفحمة جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مصياف

كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، أن وحدة من قوات النخبة بالجيش الإسرائيلي شنت غارة، الاثنين الماضي، دمرت خلالها مصنعًا للصواريخ الدقيقة تحت الأرض في مدينة مصياف، جنوب غرب مدينة حماة في سوريا، وسط مزاعم الولايات المتحدة و"إسرائيل" أن إيران شيدته، وفقا لثلاثة مصادر مطلعة على تفاصيل الغارة.

وكانت "إسرائيل" قد شنت سلسلة غارات، ليل الأحد – الاثنين الماضيين، وصفت بأنها الأعنف خلال الأشهر الماضية، استهدفت فيها مواقع عسكرية لقوات النظام السوري في حماة والساحل السوري، أسفرت عن سقوط ما لا قل عن 20 قتيلًا، ونحو 36 جريحًا، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام تابعة للنظام السوري.

الغارات غطاء لعملية برية

وبحسب "أكسيوس"، فإن عدم إعلان الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها عن الهجوم يأتي تجنبًا لإثارة ردود فعل انتقامية من إيران أو سوريا أو "حزب الله"، فيما امتنع المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى وزارة الدفاع، ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق.

الغارات الجوية كانت غطاء لعملية برية إسرائيلية في مصياف، حيث قامت وحدة النخبة التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية "شلداغ" بتنفيذ الغارة وتدمير المنشأة 

وقالت الخبيرة اليونانية في شؤون الشرق الأوسط، إيفا جي كولوريوتيس، لـ"أكسيوس"، إن الغارات الجوية كانت غطاء لعملية برية إسرائيلية في مصياف، في الوقت الذي أكدت ثلاثة مصادر مطلعة على العملية، أن وحدة النخبة التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية "شلداغ" نفذت غارة ودمرت المنشأة.

وأوضح "أكسيوس"، أن وحدة النخبة في سلاح الجو "شلداغ" فاجأت الحراس السوريين في المنشأة المستهدفة، وقتلت العديد منهم خلال الغارة، دون أن يُصاب أي إيراني أو مسلح تابع لـ"حزب الله" اللبناني.

كما أفاد مصدران مطلعان لـ"أكسيوس"، أن القوات الخاصة استخدمت متفجرات جلبتها معها من أجل تفجير مصنع الصواريخ تحت الأرض، بما في ذلك الآلات والمعدات في داخله، وأضاف أحد المصادر أن الغارات الجوية كانت تهدف إلى منع الجيش السوري من إرسال تعزيزات إلى المنطقة.

وقال مصدران لـ"أكسيوس"، إن الإيرانيين بدأوا في بناء المنشأة تحت الأرض بالتنسيق مع "حزب الله" وسوريا في عام 2018، بعد أن دمرت سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية معظم البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا، ووفقًا للمصادر، قرر الإيرانيون بناء مصنع تحت الأرض في عمق جبل في مصياف لأنه سيكون منيعًا أمام الضربات الجوية الإسرائيلية.

وزعم المصدران أن الخطة الإيرانية كانت تهدف لإنتاج الصواريخ الدقيقة في هذه المنشأة المحمية بالقرب من الحدود مع لبنان، حتى تتم عملية التسليم إلى "حزب الله" في لبنان بسرعة، وبأقل خطر من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وبحسب المصادر، فقد اكتشفت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عملية البناء، وراقبتها لأكثر من خمس سنوات تحت الاسم الرمزي "الطبقة العميقة"، وقال أحد المصادر إن الإسرائيليين أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تدمير المنشأة بغارة جوية، وسيحتاجون إلى عملية برية.

وقال أحد المصادر إن الجيش الإسرائيلي فكر في إجراء العملية مرتين على الأقل في السنوات الأخيرة، لكن لم تتم الموافقة عليها بسبب المخاطر العالية، ووفقًا لمصدرين تحدثا لـ"أكسيوس"، قامت "إسرائيل" بإطلاع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مسبقًا على "العملية الحساسة"، والإدارة الأميركية لم تعارضها.

الهدف الرئيسي من الهجوم تدمير المنشأة

إلى ذلك، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلًا عن مسؤول أميركي، إن "إسرائيل" أخطرت كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم رئيس القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، بنيتها تنفيذ الهجوم البري على مواقع في سوريا، علمًا أن كوريلا أجرى زيارة، الأحد الماضي، لغرفة الحرب تحت الأرض لمقر الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي. 

ووصف خبراء مستقلون ومسؤولون إسرائيليون والإدارة الأميركية المركز الموجود في سوريا بأنه مركز لأبحاث وتطوير الأسلحة، بمساعدة حليفتها إيران، ووفقًا للتقرير، فإن المركز يقوم بتطوير أسلحة كيميائية، بيولوجية، ذات قدرات نووية، بالإضافة إلى الصواريخ التي يستخدمها "حزب الله" .

ووفقًا لما نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين مطلعين على العملية، فإن الهدف الرئيسي للهجوم البري كان تدمير المنشأة، بينما كان الهدف الثانوي الحصول على معلومات استخباراتية خاصة بتطوير أسلحة "حزب الله".

وكان موقع "تلفزيون سوريا" قد نقل عن مصادر لم يسمها، أن الضربة الإسرائيلية "استهدفت مركز أبحاث عسكري رئيسي يُستخدم في إنتاج الأسلحة الكيميائية"، مشيرًا إلى أن الغارات "تزامنت مع إنزال جوي واشتباكات عنيفة وأسر إيرانيين".

وأوضح الموقع أن "مروحيات إسرائيلية حامت في سماء المنطقة المستهدفة، ولم تهبط على الأرض، حيث جرى الإنزال باستخدام الحبال، بالتزامن مع تدمير المسيّرات الإسرائيلية لجميع سيارات مفرزة أمن النظام هناك، وقطع جميع الطرق المؤدية إلى مكان عملية الإنزال".

وأضاف "تلفزيون سوريا" نقلًا عن المصادر، أنه "تخللت العملية اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ثلاثة سوريين، وإصابة آخرين بينهم مدنيون، كما تمكن فريق الإنزال الإسرائيلي من أسر شخصين إيرانيين".

إيران تنفي صحة التقارير الغربية

إلى ذلك، نقل موقع "العربي الجديد"، عن مصادر، لم يسمها، نفيها المعلومات والأنباء المتداولة حول تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية إنزال جوي في منطقة البحوث العلمية ومستودعات الأسلحة والصواريخ التي طاولها قبل أيام القصف في منطقة مصياف.

أكدت المصادر لـ"العربي لجديد" أن المستودعات تعرضت لقصف صاروخي من قبل طائرات حربية إسرائيلية من فوق الأجواء اللبنانية

وأكدت المصادر أن المستودعات تعرضت لقصف صاروخي من قبل طائرات حربية من فوق الأجواء اللبنانية، مُشيرةً إلى أن الموقعين المستهدفين يجري فيهما تطوير وتصنيع الطائرات المسيّرة الانتحارية، والقذائف والصواريخ.

من جانبها، نفت وكالة "تسنيم" الإيرانية، عن مصدر مطلع، أن تكون "إسرائيل" قد أسرت جنديًا أو شخصية إيرانية في سوريا خلال الهجوم على مصياف، مشيرة إلى أن الحديث عن أسر إيرانيين هو مجرد "أكاذيب".

وقال المصدر: "بالأساس لم تكن هناك أي قوات إيرانية موجودة في سوريا بالموقع المزعوم (مصياف)، لكن هذه المنطقة هي موقع للجيش السوري، ولهذا السبب فإن المزاعم بتوجيه ضربة للقوات الإيرانية أو أسرهم غير صحيحة بالكامل".