26-أغسطس-2024
مفاوضات القاهرة

فلسطينيون يتفدون الأضرار التي ألحقتها غارة إسرائيلية بمدينة حمد جنوب القطاع (رويترز)

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مغادرة وفدها المفاوض العاصمة المصرية القاهرة، بعد أن استمع من الوسطاء، مصر وقطر، لنتائج جولة المفاوضات الأخيرة مع إسرائيل، في ظل تقارير تحدثت عن العمل على التوصل إلى هدنة إنسانية لا تزيد عن أسبوع لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وإدخال لقاحات شلل الأطفال.

وقال القيادي في "حماس"، عزت الرشق، في بيان عبر منصة تليغرام إن وفد الحركة المفاوض غادر القاهرة، أمس الأحد، بعد أن "التقى الوسطاء في مصر وقطر، واستمع منهم لنتائج جولة المفاوضات الأخيرة".

الاحتلال يوسّع محور نتساريم 

وأضاف الرشق أن "الوفد طالب بإلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه يوم 2 تموز/يوليو الماضي، والمبني على ما ورد في خطاب الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقرار مجلس الأمن الدولي (رقم 2735)"، مجددًا تأكيد "حماس" على "جاهزيتها لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يحقق مصالح شعبنا العليا ووقف العدوان عليه".

جددت "حماس" التزامها بالتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب جيش الاحتلال كاملًا من غزة مع حرية عودة السكان إلى مناطقهم 

وأشار الرشق إلى أن وفد الحركة "أكد على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق وقفًا دائمًا لإطلاق النار"، بالإضافة إلى "انسحابًا كاملًا من قطاع غزة، وحرية عودة السكان إلى مناطقهم، والإغاثة والإعمار"، داعيًا إلى إبرام "صفقة تبادل جادة".

من جانبه، قال القيادي في "حماس" أسامة حمدان لـ"قناة الأقصى": "لن نقبل الحديث عن تراجعات لما وافقنا عليه في الثاني من تموز/يوليو الماضي أو اشتراطات جديدة"، مشيرًا إلى أن الحركة سلمت الوسطاء ردها على الاقتراح الأحدث، ومشددًا في الوقت نفسه على أن "الإدارة الأميركية تزرع أملًا كاذبًا بالحديث عن اتفاق وشيك لأغراض انتخابية".

وكانت هيئة البث العبرية قد ذكرت، أمس الأحد، أن وفد المفاوضات الإسرائيلي عاد إلى "إسرائيل"، بعد مشاركته في مفاوضات وقف إطلاق النار، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم، قولهم إن: "فرصة تحقيق تقدم في المحادثات ضئيلة".

وفيما يصر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على مواصلة الحرب على غزة، واستمرار السيطرة العسكرية على محوري فيلادلفيا ونتساريم، فإن "حماس" تتمسك بمطالب إنهاء العدوان على غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.

وفي خطوة تظهر عدم جدية حكومة الاحتلال بإحراز تقدم في المفاوضات، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الإثنين، أن الجيش الإسرائيلي "عمد إلى توسيع ممر نتساريم" في قطاع غزة، عبر إنشاء "أربع مواقع عسكرية كبيرة".

محور نتساريم
صورة لمحور نتساريم عبر الأقمار الاصطناعية في 20 آب/أغسطس الجاري (رويترز)

وأوضحت الصحيفة أن "القواعد تتيح الإقامة لمئات الجنود، الذين ينتمون الآن إلى لواءين احتياطيين"، مشيرةً إلى أن بعض هذه القوات "ستكون مسؤولة أيضًا عن تأمين بناء الرصيف البحري من قبل الجيش الأميركي على ساحل القطاع، لإيصال المساعدات الإنسانية"، الذي تم تفكيكه مؤخرًا.

هدنة إنسانية لا تزيد عن أسبوع

إلى ذلك، كشف موقع "العربي الجديد" وفقًا للمعلومات التي حصل عليها، أن المفاوضات العامة بشأن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة تشهد حتى الآن تعثرًا، في ظل رفض "إسرائيل" الانسحاب الكامل من قطاع غزة، أو التعهد بوقف نهائي لإطلاق النار.

وأضاف الموقع بناءً على المعلومات المتوفرة أنه في ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار الشامل في القطاع، بدأ الوسطاء العمل على التوصل إلى هدنة إنسانية تتراوح من أربعة أيام حتى أسبوع لتلبية الاحتياجات الإنسانية، وإدخال لقاحات شلل الأطفال، ومواد النظافة في ظل تفشي العديد من الأمراض بين النازحين، والخوف من تفشي الحالة الوبائية بالقطاع.

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطًا على "إسرائيل" و"حماس" لسرعة إعادة تشغيل معبر رفح، عبر توصلها لخطوطٍ عريضة بشأن انسحاب تدريجي من الممر يكتمل في نهاية العام الحالي كحد أقصى، حال لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى خلال تلك المدة، في حين تنسحب "إسرائيل" بشكل كامل وفوري من الممر حال تم تنفيذ صفقة تبادل قبل الموعد المحدد.

وفي السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية مصرية، أن الوسطاء طرحوا عددًا من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا وممر نتساريم الذي يمر عبر وسط قطاع غزة، لكن الطرفين لم يقبلا أي منها، وأضافت المصادر أن "إسرائيل" أبدت أيضًا تحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب "حماس" بالإفراج عنهم، وطالبت بخروجهم من غزة إذا تم الإفراج عنهم.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد نقلت عن مصادر أميركية، لم تسمها، أن الوسطاء في القاهرة "واصلوا إحراز تقدم في المفاوضات"، وسط محاولات "التفاوض على أسماء أكثر من ألف (أسير) سجين فلسطيني، سيتم إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح (المحتجزين) الرهائن الإسرائيليين في غزة"، وأضافت أن "الصفقة لم تكتمل بعد، لكن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأخيرة".

وقالت الصحيفة إن الوسطاء المصريين والقطريين "أمضوا أكثر من سبع ساعات في مناقشة تفاصيل الاتفاق مع ممثلي حماس في القاهرة، فقرة تلو الأخرى"، مشيرةً إلى أن هذه العملية "ستستمر يوم الإثنين"، وأن المفاوضين أعدوا "اتفاقًا تفصيليًا للتبادل، يوضح عدد (الأسرى) السجناء الذين يمكن الإفراج عنهم مقابل كل (محتجز) رهينة".

واعتبرت "واشنطن بوست" أن المفاوضات "قد تكتسب زخمًا أكبر، اليوم الإثنين، مع زيارة رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى طهران، للقاء الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان"، مضيفة أن "المسؤول القطري سيطلع بزشكيان على المحادثات، وقد يساعد الرد الإيراني على هذه الزيارة، إلى تسريع المحادثات أو إضافة عقبة جديدة"، وفق قولها.