17-سبتمبر-2024
صورة تعبيرية

مركز اقتراع يضع لافتة تطالب الناخبين بالاقتراع (رويترز)

حذرت مؤسسة دولية لمراقبة الديمقراطية، اليوم الثلاثاء، من أن انخفاض نسب المشاركة في الانتخابات على مستوى العالم وتزايد التنازع بشأن النتائج يهدد مصداقية الانتخابات، ولفتت إلى أن مؤشرها الفرعي للانتخابات الحرة والنزيهة سجل أكبر انخفاض له على الإطلاق في عام 2023، بحسب وكالة "رويترز".

وقالت المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، والتي تتخذ من العاصمة السويدية ستوكهولم مقرًا لها، إن عام 2023 كان الثامن على التوالي الذي يشهد انخفاضًا صافيًا في الأداء الديمقراطي الإجمالي، بما يمثل أطول سلسلة من الانخفاضات منذ بدء التسجيلات في 1975.

وتستند المؤسسة في مؤشراتها للحالة العالمية للديمقراطية على أكثر من 100 من العوامل، وتستخدم أربع فئات رئيسية لتصنيف الأداء هي التمثيل والحقوق وسيادة القانون والمشاركة، حيثُ شهدت فئة الديمقراطية المرتبطة بالانتخابات الحرة والنزيهة والرقابة البرلمانية، وهي فئة فرعية عن التمثيل، أسوأ عام لها على الإطلاق في عام 2023.

عام 2023 كان الثامن على التوالي الذي يشهد انخفاضًا صافيًا في الأداء الديمقراطي الإجمالي، بما يمثل أطول سلسلة من الانخفاضات منذ بدء التسجيلات في 1975

وذكر الأمين العام للمؤسسة، كيفين كاساس زامورا، في التقرير: "هذا التقرير بمثابة دعوة إلى التحرك لحماية الانتخابات الديمقراطية.. نجاح الديمقراطية يعتمد على العديد من الأشياء، لكن ذلك يصبح مستحيلًا تمامًا إذا فشلت الانتخابات".

وكشفت المؤسسة الدولية أن ممارسات مثل الترهيب والمخالفات في العملية الانتخابية، بما يشمل التلاعب في تسجيل الناخبين وفرز الأصوات، آخذة في الازدياد، وشددت على أن احتمالات التدخل الأجنبي والتضليل واستخدام الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية تفاقم التحديات.

وأوضح تقرير المنظمة التي تضم 35 دولة في عضويتها، بحسب "رويترز"، أن النسبة المئوية المتوسطة للناخبين المؤهلين للتصويت الذين أدلوا بأصواتهم انخفض إلى 55.5 بالمئة في عام 2023، مقارنة بنسبة 65.2 بالمئة من الذين أدلوا بأصواتهم في عام 2008.

وأضافت أنه قرابة 20 بالمئة من الانتخابات التي جرت بين عامي 2020 و2024 على مستوى العالم، رفض أحد المرشحين أو الأحزاب الخاسرة نتائج الانتخابات، موضحة أن الانتخابات كانت تُحسم عن طريق الطعون القضائية بالنسبة ذاتها.

وقالت المؤسسة إن الأداء الديمقراطي في الولايات المتحدة، التي ستنظم انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، تعافى إلى حد ما في العامين الماضيين، لكن محاولة اغتيال الرئيس السابق، دونالد ترامب، في تموز/يوليو سلطت الضوء على المخاطر المستمرة.

وبحسب تقرير المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، فإن أقل من نصف الأميركيين (47 بالمئة) قالوا إن انتخابات 2020 كانت "حرة ونزيهة"، لكنهم أشاروا أيضًا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال "تعاني من انقسام عميق"، وفقًا لما نقلت هيئة الإذاعة الأميركية "ABC News".

أما بالنسبة لإفريقيا، فقد شهدت استقرارًا في الأداء الديمقراطي بشكل عام على مدى السنوات الخمس الماضية، مع تراجع ملحوظ في منطقة الساحل، خاصة في بوركينا فاسو التي تأثرت بالانقلابات، وهي واحدة من قائمة متزايدة من دول غرب إفريقيا التي استولى فيها الجيش على السلطة، حيثُ تتهم المؤسسات العسكرية الحكومات المنتخبة بالفشل في الوفاء بوعودها، بحسب المؤسسة ذاتها.

وفي غرب آسيا، كان أداء أكثر من ثلث البلدان ضعيفًا، بينما شهدت أوروبا انخفاضًا واسع النطاق في الجوانب الديمقراطية، بما في ذلك سيادة القانون والحريات المدنية. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن تقدم ملحوظ في الجبل الأسود ولاتفيا.

وأشار التقرير إلى أن دول الأميركيتين حافظوا غالبًا على الاستقرار الديمقراطي، لكن دولًا مثل غواتيمالا وبيرو وأوروغواي شهدت تراجعًا في الديمقراطية، خاصة في سيادة القانون والحريات المدنية.

وقالت المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات، إن معظم البلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ شهدت تراجعًا طفيفًا أو استقرارًا في الديمقراطية، مع تحسن ملحوظ في فيجي وجزر المالديف وتايلاند.

ونوهت إلى أن التراجع الأكبر في الديمقراطية كان في أفغانستان، حيثُ لم تعترف أي دولة بحكومة حركة طالبان كسلطة شرعية في البلاد منذ استيلائها على الحكم في عام 2021، بينما تحول الانقلاب العسكري في ميانمار إلى حرب أهلية.