تقدّم فرقة "مسرح غرناطة" عند الساعة العاشرة من مساء يوم غد الثلاثاء، الثاني عشر من نيسان/ أبريل الجاري، عرضًا جديدًا من مسرحيتها "سحت الليل"، التي عُرضت لأول مرة في السادس من أيلول/ سبتمبر 2019، وأُعيد عرضها في عدة مسارح وفضاءات ثقافية في مدن مغربية مختلفة.
تتناول المسرحية موضوع الحرب وما يرتبط بها ويترتب عليها من شقاء وبؤس ومصائر مؤلمة تنتهي إليها حياة بشر بسطاء دخلوها دون إرادتهم
تُعرض المسرحية، وهي من تأليف وإخراج عمر الجدلي، وتمثيل كل من عبد الرحيم المنياري وهند بنجبارة وعبد اللطيف خمولي وسلمى بنجبارة؛ على خشبة المسرح الوطني "محمد السادس"، في الرباط، ضمن فعاليات احتفالية "الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022".
وتتناول المسرحية الفائزة بالجائزة الكبرى لمهرجان "الدار البيضاء للمسرح الاحترافي" عام 2019، موضوع الحرب وما يرتبط بها ويترتب عليها من شقاء وبؤس ومصائر مؤلمة، تنتهي إليها حياة بشر بسطاء دخلوا الحرب دون إرادتهم، وأمضت عائلاتهم سنوات طويلة في انتظار عودتهم.
في هذه الأجواء التي يغلب عليها الطابع الميلودرامي، تدور أحداث مسرحية "سحت الليل" التي تروي قصة امرأة تدعى فاطمة سيق زوجها إلى الحرب بعد ثلاثة أيام فقط من زواجهما، وأمضت نحو ستة عشر عامًا في انتظار عودته داخل بيتهما، الذي تحول إلى سجن بعد منعها من الخروج منه إلى أن يعود زوجها الذي يدعى "العربي".
تعيش فاطمة في هذا البيت عزلة قاسية ومريرة، تحاول التخفيف من حدة تداعياتها عليها عبر الغناء، الذي تروي من خلاله قصتها وتفاصيل معاناتها مع عائلة زوجها، لا سيما والده الذي تحمله مسؤولية عزلتها وما آلت إليه أحوالها بعد غياب زوجها.
تأخذ أحداث المسرحية منحىً مفاجئًا حين يدّعي جندي عاد لتوه من الحرب، بأنه "العربي" زوج فاطمة التي تعرف بأنه يكذب، لكنها مع ذلك تتظاهر بتصديقه لكي يقف في وجه عائلة زوجها، وينهي عذاباتها وعزلتها الممتدة على مدار ستة عشر عامًا.
هكذا، تساعد فاطمة هذا الرجل في إقناع عائلة زوجها بأنه العربي نفسه. ورغم الفوارق الهائلة بينهما، لا سيما الجسدية منها، تنجح فاطمة والرجل المجهول في إقناع العائلة بالأمر، لا سيما بعد سرد الأخير لتفاصيل لا يعرفها سوى العربي، وهو ما فعله قبل ذلك مع فاطمة التي حدثها عن علامات في جسدها لا يعرفها سوى زوجها.
تروي المسرحية قصة امرأة سيق زوجها إلى الحرب بعد ثلاثة أيام فقط من زواجهما، وأمضت نحو ستة عشر عامًا في انتظار عودته
وبعد نحو سنة على ظهور ذلك الرجل، تتفاجأ فاطمة بعودة زوجها الحقيقي الذي اكتشف بأن صديقه "المختار"، الذي تعرف إليه في السجن، وباح له ببعض أسراره الزوجية والشخصية والعائلية التي استغلها لانتحال شخصيته؛ قد حل مكانه في بيته وعائلته التي اقتنعت بأنه ابنها إلى درجة أنها رفضت تصديق العربي، ابنها الحقيقي، وأنكرت أنها تعرفه، وهو ما فعلته أيضًا زوجته فاطمة.
ومع إصرارهم على رفضه وإنكار معرفتهم به، يتحول العربي إلى شخص غريب بالنسبة إلى عائلته وزوجته، التي حملت من المختار وقاربت على وضع مولودها منه. هكذا، يدخل العربي وصديقه السابق في صراع لا نعرف من حسمه، ذلك أن المسرحية تنتهي بينما لا يزال الصراع مستمرًا.