19-أغسطس-2024
الفرصة الأخيرة

أبنية مدمرة جراء قصف الاحتلال المتواصل لمختلف أنحاء القطاع (رويترز)

كشفت تقارير صحفية أن المسؤولين المصريين أبدوا تحفظهم إزاء مقترح الوفد الأمني الإسرائيلي بانسحاب جيش الاحتلال من محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر لفترة زمنية محددة، على أن يحتفظ الاحتلال بحق العودة إليه في أي وقت، وذلك قبيل أيام من عودة الوسطاء للاجتماع مرة أخرى في العاصمة المصرية القاهرة.

وتجري المفاوضات في ظل مخاوف من تصعيد إقليمي، بعدما هددت إيران بالرد على اغتيال "إسرائيل" لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران نهاية الشهر الماضي، فيما توعد "حزب الله" بالرد على اغتيال القيادي البارز، فؤاد شكر، في قصف استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، قبيل ساعات من اغتيال هنية، وسيساعد التوصل لوقف إطلاق النار على تجنب الرد الإيراني.

تحفظ مصري على مقترح الوفد الإسرائيلي

وقال موقع "العربي الجديد" إن المعلومات التي توفرت عقب انتهاء اجتماع المسؤولين المصريين مع الوفد الأمني الإسرائيلي، أمس الأحد، في القاهرة، تشير إلى أن الجانب المصري أبدا تحفظًا على مقترح الوفد الإسرائيلي الذي "يسمح لجيش الاحتلال بالانسحاب من محور فيلادلفيا لمدة معينة، مع الاحتفاظ بحق العودة إليه في أي وقت إذا اقتضت الضرورة".

الجانب المصري أبدا تحفظًا على المقترح الإسرائيلي الذي يسمح للاحتلال بالعود إلى محور فيلادلفيا بعد الانسحاب لفترة زمنية محددة

وأضاف الموقع أنه في الوقت الذي أظهر الجانب المصري "تفهمًا للمخاوف الأمنية الإسرائيلية"، فإنهم نقلوا في مقابل ذلك تأكيد "حماس" رفضها "استمرار احتلال محور فيلادلفيا والسيطرة عليه من جانب جيش الاحتلال، وذلك بالإضافة إلى رفض استمرار السيطرة الإسرائيلية على محور نتساريم وسط القطاع".

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، كان قد رفض عبر وفده التفاوضي، مقترحًا أميركيًا مصريًا لتشغيل معبر رفح، مع تعهد الجانب المصري بتولي عناصر من السلطة الفلسطينية إدارة المعبر من الجانب الفلسطيني، لكن نتنياهو تمسك برفضه، مشترطًا "دورًا إسرائيليًا مراقبًا لعملية التشغيل".

ويشير تقرير "العربي الجديد" إلى أنه كان من المقرر الإعلان عن تفعيل الاتفاق وتحديد موعد واضح لدخول المقترح حيز التنفيذ مع نهاية مباحثات الدوحة التي عُقدت مؤخرًا، لكن نتنياهو عارض المقترح متمسكًا بشروطه، والتي وصفها الجانبان الأميركي والمصري بـ"المتعنتة"، وسط تقديرات مصرية تفيد بإمكانية قبول "حماس" تولي السلطة الفلسطينية إدارة المعبر من الجانب الفلسطيني في إطار اتفاق فلسطيني داخلي.

وتضمن التصوّر الأميركي المصري لمحور فيلادلفيا "تركيب كاميرات مراقبة في كافة مراحل العمل على المعبر، بحيث يكون مركز متابعة وإدارة تلك الكاميرات لدى الجانب المصري،" لكن نتنياهو اشترط أن تكون لـ"تل أبيب" آلية في متابعة تلك الكاميرات على مدار الساعة، وهو ما عارضته القاهرة لارتباط ذلك بالأراضي المصرية، مؤكدة أنه "حال وجود أي خرق أو مخالفة، ستخطر به إسرائيل لحظيًا".

أما فيما يخص انسحاب الاحتلال من محور نتساريم، وسط القطاع، فإن الجانب الأميركي قدم تصورًا للجانب الفلسطيني "يشمل ضمانة بعدم تفتيش أو فحص (الفلسطينيين) العائدين إلى شمال القطاع من جانب قوات الاحتلال"، وهو ما يعني وجود قوات إسرائيلية في الممر، وعدم الانسحاب من نتساريم.

مفاوضات الفرصة الأخيرة

وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عقب لقائه الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، في "تل أبيب"، اليوم الاثنين، أن المباحثات الجارية تمثل "لحظة حاسمة"، مشددًا أنه "على الأرجح أفضل، وربما تكون الفرصة الأخيرة لإعادة (المحتجزين) الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف إطلاق نار ووضع الجميع على طريق أفضل إلى سلام وأمن دائمين".

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد قال، أمس الأحد، للصحفيين من منتجع كامب ديفيد، إنّ المحادثات لا تزال جارية و"نحن لن نستسلم"، مضيفًا أن التوصّل إلى اتفاق "ما زال ممكنًا"، ومن المقرر أن يلتقي بلينكن مع نتنياهو، اليوم الاثنين، قبل أن يتوجه للقاهرة.

وقالت قناة "كان 11" العبرية نقلًا عن مصادر في فريق التفاوض، إن التفويض الذي حصل عليه الفريق الذي أُرسل إلى القاهرة "محدود"، وأضافت بأنه "يتوجب توسيعه لاحقًا"، مؤكدة أنه "من دون توسيع التفويض، لا يمكن التوصل إلى اتفاقات".

وأشارت القناة العبرية إلى أن المصادر أوضحت أنه "تم إحراز تقدم في المحادثات بشأن تفعيل معبر رفح، والفيتو الإسرائيلي على الأسرى الفلسطينيين، وكذلك الانتقال بين مراحل الاتفاق".

لكن المصادر ذاتها أضافت مستدركة أنه "لا تزال هناك خلافات كبيرة بشأن قضايا، محور فيلادلفيا، ومحور نيتساريم، وعدد (المحتجزين) الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى".

وذكرت القناة 13 العبرية أن أعضاء فريق التفاوض الذي عاد من الدوحة، قد تحدثوا إلى نتنياهو قائلين: "عليك أن تكون أكثر مرونة بشأن نقاط الخلاف من أجل التحرّك نحو التوصل إلى اتفاق"، محذرين من أنه "لن نتمكن من القول لفترة طويلة، إننا نتفاوض إذا لم يكن هناك تقدم كبير".

وكان زعيم المعارضة الإسرائيل، يائير لابيد، قد هاجم نتنياهو في منشور على منصة "إكس"، قائلًا إن: "ما يفعله نتنياهو تخريب متعمد وخطير لإمكانية التوصل إلى صفقة رهائن، وعليه أن يتوقف عن هذه الرسائل غير الضرورية".

وفيما تؤكد "حماس" تمسكها بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية أيار/مايو الماضي، داعية الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه"، فإن نتنياهو دعا الوسطاء إلى "توجيه الضغوط على حماس" وليس "على الحكومة الإسرائيلية".