05-أغسطس-2024
الرد الإيراني

الدفاعات الإسرائيلية تتصدى لعشرات الصواريخ والمسيّرات الإيرانية في نسيان/أبريل الماضي (رويترز)

قال موقع "أكسيوس" الأميركي، اليوم الاثنين، إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بليكن، أبلغ نظراءه في دول مجموعة السبع في مؤتمر عبر الهاتف بأن هجوم إيران و"حزب الله" ضد "إسرائيل" قد يبدأ، اليوم الاثنين، أو خلال الـ48 ساعة المُقبلة، في الوقت الذي أكدت إيران أنه لا يحق لأي دولة أن تمنع إيران من الدفاع عن نفسها.

وتتأهب الولايات المتحدة لرد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، في طهران، فجر الأربعاء الماضي، فيما توعد "حزب الله" بالرد على اغتيال القيادي البارز في الحزب، فؤاد شكر، الثلاثاء الماضي، قبيل ساعات من اغتيال هنية.

ويتوقع مسؤولون أميركيون أن يكون الهجوم الإيراني مشابهًا لوابل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي أطلقت ضد "إسرائيل" في نيسان/إبريل الماضي، لكنهم قالوا إن هذا الهجوم قد يكون أكبر وأكثر تعقيدًا من ذي قبل، بما في ذلك إمكانية شن هجوم منسق مع الجماعات المقربة من إيران من اتجاهات متعددة.

الرد سيكون خلال الـ48 ساعة المقبلة

نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة على المكالمة الهاتفية بين وزراء خارجية دول مجموعة السبع تأكيد بلينكن اعتقاد واشنطن أن إيران و"إسرائيل" سيقومان بالرد، لكنه أشار إلى أنه من غير الواضح الشكل الذي سيتخذه هذا الرد.

أبلغ وزير الخارجية الأميركي نظراءه في دول مجموعة السبع أن هجوم إيران و"حزب الله" ضد "إسرائيل" قد يبدأ خلال 48 ساعة

وعلى الرغم من قول بلينكن إن الولايات المتحدة لا تعرف التوقيت الدقيق للهجمات، لكنه تحدث عن أنها يمكن أن تبدأ خلال الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة، أي في وقت مبكر من اليوم الاثنين، وفق لما أبلغت المصادر "أكسيوس".

وأضاف الموقع أن بلينكن أبلغ نظراءه بأن الولايات المتحدة تبذل جهودًا لكسر دائرة التصعيد، من خلال محاولة الحد من الهجمات التي ستشنها إيران و"حزب الله" قدر الإمكان، ومن ثم كبح الرد الإسرائيلي.

وطلب بلينكن من وزراء الخارجية الضغط دبلوماسيًا على كلّ من إيران و"حزب الله" و"إسرائيل" للحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس، كما أشارت المصادر إلى أن بلينكن أبلغ وزراء خارجية دول مجموعة السبع بأن تعزيز القوات الأميركية في المنطقة هو لغايات دفاعية فقط.

من جهتها، نقلت القناة الـ12 العبرية عن تقديرات أميركية، تفيد بأن الموعد الدقيق للرد ليس معروفًا، لكنه قد يبدأ خلال 24 ساعة، فيما لفت موقع والاه العبري نقلًا عن ثلاثة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين إلى أن التقديرات تشير إلى أن الهجوم قد يبدأ الاثنين.

إيران تؤكد أن الرد للدفاع عن سيادتها

في غضون ذلك، طالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، في مؤتمر صحفي دول العالم بـ"اتخاذ إجراءات لمحاسبة الكيان (الصهيوني) وعدم تشجيعه على أعماله الإجرامية"، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه "لا يحق لأحد أن يمنع إيران من الرد دفاعًا عن سيادتها"، وذلك في سياق الرد الإيراني المرتقب على اغتيال هنية في طهران.

وشدد كنعاني على أن "طهران تحتفظ بحقها في الدفاع عن سيادتها وأمنها وسيادة أراضيها"، وتابع مؤكدًا "نحن ملتزمون بالقوانين الدولية ولا نريد التوتر في المنطقة والعالم"، مطالبًا "دول العالم بمواقف صارمة لوقف مشاغبات الكيان (الصهيوني) لأنه مصدر التوتر في المنطقة".

وأشار كنعاني في المؤتمر إلى أن "الكيان (الصهيوني) وضع المنطقة على صفيح ساخن وسنؤدبه"، كاشفًا عن أن "كل القرائن والدلائل تؤكد أن الكيان (الصهيوني) يقف وراء اغتيال هنية في طهران"، ومشددًا كذلك على أنه "لا توجد دولة يمكنها الانتفاع من اغتيال (إسماعيل) هنية في طهران غير الكيان الصهيوني"

إلى ذلك، قال موقع "العربي الجديد" إنه حصل على معلومات تفيد بأن القاهرة "أخطرت طهران أخيرًا بأنها ملتزمة بإغلاق مجالها الجوي أمام أي إجراءات عسكرية من شأنها تهديد الأوضاع في المنطقة، وأن هذا الإجراء لا يعني سلوكًا عدائيًا ضد إيران بقدر ما هو حفاظ على المصالح والسيادة المصرية".

كما أكدت القاهرة لـ"تل أبيب" عبر الوفد الأمني الإسرائيلي الذي زار القاهرة، أول أمس السبت، أنها "لن تكون جزءًا من محور عسكري يشارك في صد" الهجوم المحتمل ضد إسرائيل.

وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، قد أجرى زيارة إلى إيران، أمس الأحد، التقى فيها مسؤولون إيرانيون، بما فيهم الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وأكد الصفدي أنه لا يحمل رسالة من أو إلى "إسرائيل" خلال زيارته إلى طهران.

وقال الصفدي بعد اطلاعه على بعض هذه التصريحات، إن "المسؤولين الإيرانيين أكدوا لي أن لا مسؤول إيراني قال إن الإخوة في إيران سيسلمونني رسالة إلى إسرائيل، وأبلغت وزير الخارجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي باقري كني، بشكل واضح، لست هنا لأحمل رسالة إلى إسرائيل، ولست هنا لأحمل رسالة من إسرائيل".

وأضاف الصفدي: "رسالتنا الوحيدة لإسرائيل أعلناها في عمّان وبشكل واضح وصريح على مدى الشهور الماضية، أوقفوا العدوان على غزة، أوقفوا جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، أوقفوا الخطوات التصعيدية، واذهبوا نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار يتيح لنا جميعًا أن نعمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل لن يتحقق إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة، وفي مقدمتها حقه في الحرية والسيادة والكرامة في دولته المستقلة".

بايدن يزود "إسرائيل" بقنابل زنة طن

إلى ذلك، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الاثنين، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، وافق على تزويد "إسرائيل" بقنابل لطائرات مقاتلة بزنة نصف طن من طراز MK-83، التي كان قد رفض تزويدها في الماضي، فضلًا عن موافقته تزويدها بقنابل من طراز MK-82 بزنة 250 كيلوغرام، فيما لا يزال غير معروف إن كان سيوافق على تزويدها بالقنابل الأكبر من طراز MK-84 بزنة طن.

ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي أكدت أنه خلال الحرب على غزة لم يكن هناك نقصًا في الذخيرة التي قرر سلاح الجو الاحتفاظ بها لاحتمال اتساع الحرب ضد لبنان.

وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة وافقت، مؤخرًا، على تزويد إسرائيل بذخيرة من أنواع أخرى أيضًا، بينها أسلحة كانت موجودة في مخازن الجيش الأميركي في إسرائيل، من ضمنها صواريخ جو – جو التي تستخدم في الطائرات المقاتلة لاعتراض طائرات مسيرة.

وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال ذخيرة أخرى إلى مخازن جيشها في "إسرائيل"، بهدف تسريع تسليمها إلى الجيش الإسرائيلي، واختصار الوقت بدلًا من نقلها من الولايات المتحدة.

تحشيد عسكري أميركي غير مسبوق

وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قد نقلت عن مسؤول إسرائيلي، أمس الأحد، أنه إذا وصلت لجيش الاحتلال "معلومات استخباراتية مؤكدة 100 بالمئة عن الموقع الذي سينطلق منه الهجوم، فإن خيار الضربة الاستباقية مطروح على الطاولة".

وتعليقًا على إعلان الولايات المتحدة تزويد "إسرائيل" بدفعة من الأسلحة الجديدة، رأى الكاتب والخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، أن دفع الولايات المتحدة بأسلحة جديدة إلى المنطقة يهدف بالطبع إلى الدفاع عن إسرائيل، وأن هذا التحشيد العسكري غير المسبوق يذكر بما قامت به واشنطن عندما هاجمت إيران إسرائيل في نيسان/أبريل.

وأوضح شلحت في حديث لـ"التلفزيون العربي" أن الفارق بين ما حدث في نيسان/أبريل وما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة، فهو أن طهران أرسلت حينها رسائل توضح فيها ما هي الضربة التي تعتزم القيام بها في الجبهة الإسرائيلية الداخلية، بينما الآن هناك تعتيم كامل على جوهر الضربة المرتقبة.

وأكد شلحت أن الضربة الإيرانية آتية لا محالة، لكنه أشار أيضًا إلى أن هناك ترقبًا إسرائيليًا للضربة الإيرانية تحديدًا ردًا على اغتيال إسماعيل هنية "أكثر ربما من الترقب للضربة المتوقعة من حزب الله ردًا على اغتيال فؤاد شكر".

من جانبه، أوضح مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، مايك ميلوري، في حديثه لـ"التلفزيون العربي" أن إرسال واشنطن قطعًا عسكرية على نحو غير مسبوق منذ بداية الحرب على غزة، يُعد محاولة للقيام بأمرين، وهما ردع أي عدوان نشط من قبل إيران، وتجهيز نفسها للدفاع عن إسرائيل.

وأشار ميلوري إلى أنه من الواضح للجميع أن الولايات المتحدة تريد خفض التصعيد، وتريد أيضًا الوصول إلى وقف لإطلاق النار، وقد دفعت بذلك على مدى الأشهر الماضية، لكن "ربما" نتنياهو لا يريد وقف إطلاق النار، رغم الضغوط التي تمارس عليه.

وتابع مضيفًا: "في نهاية المطاف ستدافع أميركا إذا ما حصل شيء لإسرائيل، وسوف نرى ما يمكن أن تقوم به إيران وشركاؤها، ويمكن أن تتصدى له الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أنه "ربما سنرى ردًا مشابهًا لما حصل في (نيسان) أبريل، وإذا كان الهجوم أكبر وتسبب بالكثير من الضرر في إسرائيل فقد نشهد تصعيدًا، وإلا سنعود لما كان عليه الوضع في أبريل".