26-يونيو-2024
تعمل شركة ستارلينك داخل إسرائيل منذ شباط/فبراير الماضي(وكالة الأنباء الألمانية)

تعمل شركة ستارلينك داخل إسرائيل منذ شباط/فبراير الماضي (وكالة الأنباء الألمانية)

مع تزايد الاحتمالات حول نشوب حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، تحدث مصادر إعلامية إسرائيلية عن سعي الأخيرة للحصول على خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك.

وذكرت صحيفة" كالكاليست" الإسرائيلية إنّ وزارتي المالية والاتصالات تسعيان إلى استخدام 5000 قمر صناعي منخفض المدار من "ستارلينك"، بطريقة تجعل من الممكن الاتصال بهم من أي نقطة في العالم تقريبًا، لضمان تدفق مستقر للبيانات والمعلومات في حالة انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة، والذي يؤدي إلى تعطيل شبكة الإنترنت العادية.

وكان وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومي قرعي، قد منح في شباط/فبراير الماضي، الإذن لشركة "ستارلينك" بالعمل في إسرائيل، وفي الوقت نفسه، سمحت إسرائيل بتشغيل الخدمة في قطاع غزة أيضًا، لاستخدامها من قبل جهات تقدم المساعدات الإنسانية، كما سمح لهذه الخدمة لتشغيل مستشفى ميداني أقيم في رفح، من قبل دولة الإمارات.

وتأتي هذه المعلومات على خلفية سيناريو حدوث أضرار كبيرة بشبكة الكهرباء في حال وقعت الحرب. ومع توقيع رخصة تشغيل "ستارلينك" في إسرائيل، ذكرت وزارة الاتصالات أن تشغيل الخدمة سيتركز في المستوطنات الواقعة في الشمال، بهدف توفير اتصال مستقر بين السلطات في تلك المناطق ووحدات الطوارئ والهيئات الحكومية في الحالات من الأعطال في الاتصالات السلكية والخلوية.

تسعى إسرائيل للحصول على الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" التي يملكها إيلون ماسك، لضمان تدفق مستقر للبيانات والمعلومات في حالة انقطاع الكهرباء خلال حرب محتملة مع حزب الله

هذا، وقال الوزير السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، أمس الثلاثاء، إنّ إسرائيل قادرة على "إغراق لبنان بالظلام وإضعاف جزء كبير من قدرات حزب الله العسكرية خلال أيام، لكنها ستدفع ثمنًا باهظًا أيضًا".

ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن زعيم حزب الوحدة الوطنية قوله في كلمته في مؤتمر هرتسيليا 2024 الأمني، إنّ "إسرائيل تمتلك القدرة على إغراق لبنان في الظلام عبر تدمير شبكة الكهرباء، وتفكيك بنيته التحتية".

ومنذ أيام، تتصاعد المخاوف داخل إسرائيل من تداعيات انقطاع محتمل للتيار الكهربائي إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله.

يذكر أنّ المدير العام لشركة إدارة الكهرباء الحكومية الإسرائيلية "نيغا"، شاؤول غولدشتاين، قد حذر من أنّ حزب الله يمكنه بسهولة إسقاط شبكة الكهرباء الإسرائيلية.

وقال غولدشتاين، خلال مؤتمر ينظمه معهد الأمن القومي الإسرائيلي، الاسبوع الماضي: "نحن في وضع سيئ ولسنا مستعدين لحرب حقيقية"، وأضاف: "عندما توليت منصبي وبدأت التحقيق في التهديد الحقيقي لقطاع الكهرباء، تساءلت: لنفترض أن صاروخًا أصاب قطاع الكهرباء وانقطع التيار الكهربائي لمدة ساعة، 3 ساعات، 24 ساعة أو أكثر، ماذا يحدث لإسرائيل في مثل هذه الحالة؟"، وتابع: "خلاصة القول هي أنه بعد 72 ساعة لا يمكنك العيش في إسرائيل".

وأوضح غولدشتاين أنّ إسرائيل لن تكون قادرة على ضمان الكهرباء في حالة نشوب الحرب في الشمال بعد 72 ساعة.

لافتًا إلى أنّ زعيم حزب الله إذا "أراد إسقاط شبكة الكهرباء الإسرائيلية، فما عليه إلا أن يرفع سماعة الهاتف ويتحدث إلى المسؤول عن شبكة الكهرباء في بيروت، التي تشبه تمامًا الشبكة الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أنّ نصر الله "لا يحتاج حتى إلى طائرة بدون طيار لالتقاط الصور، فهو يتصل بمهندس كهربائي ويسأله عن المكان الأكثر خطورة في إسرائيل، فكل شيء موجود على الإنترنت، لكن إذا تم تأجيل الحرب لمدة عام أو خمسة أو عشرة شهرًا فإن وضعنا سيكون أفضل".

وأحدثت تصريحات غولدشتاين صدمة داخل إسرائيل، وتنصل منها وزير الطاقة إيلي كوهين والرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء وشركة "نيغا" نفسها.

وفي تعقيبها على هذه الضجة، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه "لا يمكن تجاهل أنّ غولدشتاين عكس الوضع أمام الجمهور الإسرائيلي، على الأقل في ضوء السيناريو الذي طرحته سلطة الطوارئ الوطنية، الذي يقدر الوضع الذي ستكون فيه مناطق بأكملها بدون كهرباء لفترات طويلة، لكن مجلس إدارة الشركة قرر معاقبة أولئك الذين يعكسون الحقيقة للجمهور على وجه التحديد".

وكان حزب الله قد نشر مقطعًا مصورًا، بعنوان "إلى من يهمه الأمر"، يرصد فيه مواقع حساسة داخل إسرائيل، ويُظهر الفيديو، البالغ مدته دقيقة و11 ثانية، صورًا تُبيّن مواقع إسرائيلية حيوية، ويتضمّن المقطع مشاهد رصد جوي لمناطق ومدن إسرائيلية، حصل عليها الحزب.