21-أغسطس-2024
ركام ومباني مدمرة في قطاع غزة

كثفت إسرائيل من قصفها على وسط وجنوب قطاع غزة (الأونروا)

في ظل المساعي المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بعد تعثّر المفاوضات الأخيرة نتيجة شروط رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو؛ تواصل "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة وتزيد من حدة القصف مخلّفةً مزيدًا من الدمار والشهداء والجرحى والمفقودين. 

وأفادت وسائل إعلام محلية، صباح اليوم الأربعاء، باستشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع خلال الساعات القليلة الماضية. 

وانتشلت طواقم الإسعاف 4 شهداء ارتقوا جراء القصف المتواصل على الجزء الشمالي الغربي من مدينة رفح، جنوب القطاع. فيما أُصيب عدة أشخاص، نُقلوا إلى المستشفى الميداني للصليب الأحمر، بنيران دبابات الاحتلال على خيام النازحين في منطقة المواصي غرب رفح. 

استُشهد أكثر من 60 فلسطينيًا جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع خلال الساعات القليلة الماضية

وشنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على محافظة خانيونس، جنوبًا، استهدفت السطر الغربي من مدينة خانيونس، وبلدة القرارة، ومحيط مدينة حمد. وتزامن القصف مع نسف قوات الاحتلال عدة مبانٍ سكنية في القرارة ومدينة حمد والمنطقة الغربية من رفح. 

واستشهد شخص، وأُصيب آخر، برصاص قوات الاحتلال في ساحل مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث أُصيب أيضًا عدة أشخاص جراء قصف استهدف منزلًا لعائلة "الصالحي" في بلوك C بمخيم النصيرات. 

وقصفت قوات الاحتلال المناطق الشرقية من دير البلح، وبلدة المصدر، وشارع الدعوة في مخيم النصيرات، بالقذائف المدفعية، فيما شنت طائرات الاحتلال عدة غارات على منطقة رمزون في مدينة دير البلح، وغارة على محيط أبراج القسطل شرق المدينة. 

وأفادت وسائل إعلام محلية بانتشال عدة مصابين، بينهم أطفال، بعد قصف قوات الاحتلال منزلًا لعائلة الخطيب بمخيم جباليا شمال قطاع غزة. 

مزيد من المجازر والشهداء والجرحى

وكان جيش الاحتلال ارتكب، أمس الثلاثاء، 3 مجازر بقصفه مدرسة وسوق ونقطة شحن هواتف نقّالة راح ضحيتها 25 شهيدًا وعشرات المصابين في حصيلة قابلة للارتفاع. وقال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، في بيان، إن المجزرة الأولى وقعت في مدرسة "مصطفى حافظ" بمحافظة غزة، وراح ضحيتها 12 فلسطينيًا. 

ووقعت الثانية بمدينة دير البلح، حيث قصفت قوات الاحتلال سوقًا مكتظًا ما أسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين. كما قصفت نقطة شحن هواتف نقّالة بمحافظة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة آخرين. 

وقال المكتب، في بيان عبر منصة "تلغرام"، إن هذه المجازر تأتي: "في إطار استكمال جريمة الإبادة الجماعية التي يستخدم الاحتلال العديد من السياسات لاستكمالها، ومنها سياسة استهداف المدنيين في مراكز الإيواء والنزوح واستهداف تجمعات المدنيين". 

ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 40.173 شهيدًا و92.857 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، عدا عن آلاف المفقودين.

وقالت وزارة الصحة، أمس الثلاثاء، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 3 مجازر بحق العائلات في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 34 شهيدًا و114 مصابًا. فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. 

لا جديد بشأن مفاوضات الهدنة

أما بشأن الهدنة، فلم تشهد أي تطورات جديدة باستثناء التقارير والتصريحات الصحفية. وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من الدوحة، إن "الوقت داهم" للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة.

وأكد بلينكن، في ختام جولته بالمنطقة، وهي التاسعة منذ بدء العدوان، أن الولايات المتحدة ومصر وقطر ستبذل كل ما في وسعها لإقناع حركة "حماس" بالموافقة على "مقترح سد الفجوات"، مضيفًا: "هذا الأمر يجب أن يُنجز، ويجب أن يُنجز في الأيام المقبلة، وسنفعل كل ما أمكن لإنجازه". 

وفي المقابل، قالت حركة "حماس" إن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، التي ادعى فيها بأنها تراجعت عن  اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "مضللة". 

وأضافت الحركة، في بيان، أن تصريحات بلينكن وبايدن: "تأتي في إطار الانحياز الأميركي الكامل للاحتلال الصهيوني، والشراكة الكاملة في العدوان وحرب الإبادة على المدنيين العزل في قطاع غزة، ومحاولات تصفية قضيتنا الوطنية".

وتابعت الحركة: "نعدُّ هذه التصريحات ضوءًا أخضر أميركيًا متجددًا لحكومة المتطرفين الصهاينة، لارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين العزّل، وسعيًا وراء أهداف إبادة وتهجير شعبنا". 

 

تصعيد متواصل على الجبهة الشمالية

إلى ذلك، لا يزال التصعيد على الجبهة الشمالية قائمًا بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أعلن الحزب، صباح اليوم الثلاثاء، عن قصفه قاعدة "تسنوبار" اللوجستية في الجولان السوري المحتل، برشقات من صواريخ الـ"كاتيوشا". فيما قال جيش الاحتلال إن الحزب أطلق 50 قذيفة من لبنان زعم أنه اعترض بعضها، وسقط بعضها الآخر في منطقة كاتسرين. 

وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية إن الصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان قد أسفرت عن إصابة مبان عديدة في مستوطنة كاتسرين بالجولان. فيما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، تعليقًا على الهجوم، إن الحكومة الإسرائيلية "خسرت الشمال".

ويأتي ذلك بعد قصف طائرات الاحتلال عدة بلدات في منطقة البقاع شرق لبنان، حيث أفادت وسائل إعلام محلية بتعرض محيط بلدات بوادي وسرعين والنبي شيت، في البقاع الشرقي، لقصف جوي أسفر، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، عن استشهاد شخصين وإصابة أكثر من 20 آخرين.