22-أغسطس-2024
صيدا جنوب لبنان

سيارة محترقة جراء استهدافها من قبل جيش الاحتلال جنوب لبنان (رويترز)

كثف طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي من غاراته على قرى وبلدات جنوب لبنان، فيما قصف "حزب الله" ثكنة "برانيت" الإسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية، وذلك بعد يوم وصف بأنه واحد من أكثر الأيام التي شن فيها "حزب الله" هجمات ضد الجبهة الشمالية لجيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن جنوب البلاد عامة وقضاء مرجعيون خاصة، شهد تصعيدًا مكثفًا من قبل جيش الاحتلال، ليل الخميس، موضحة أن طيران الاحتلال شن سلسلة غارات جوية قوية على مناطق في قضاء مرجعيون، بالإضافة إلى شنه غارات على أطراف بلدتي الناقورة وعيتا الشعب.

وأضافت الوكالة أن مدفعية الاحتلال قصفت بعشرات القذائف أطراف بلدات رامية والناقورة وجبلي اللبونة والعلام في القطاع الغربي، وأطلق قنابل مضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة لـ"الخط الأزرق" الفاصل.

وصف يوم أمس الأربعاء بأنه واحد من أكثر الأيام التي شن فيها "حزب الله" هجمات ضد مواقع جيش الاحتلال شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة

ولفتت الوكالة إلى أن طيران الاستطلاع الإسرائيلي استمر بالتحليق فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط طوال الليل وحتى الصباح، اليوم الخميس، فضلًا عن شنه غارة جوية على منطقة كوثرية السياد في بلدة تفاحتا، وشن غارة على دفعتين استهدفت بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.

على الجانب الآخر، قال "حزب الله" في بيان، إن عناصره استهدفوا، اليوم الخميس، ثكنة "برانيت" الإسرائيلية بقذائف المدفعية الثقيلة و"أصابوها إصابة مباشرة"، فضلًا عن عرضه مشاهد من استهدافه شتولا وموقع الراهب وقاعدة تسونبار العسكرية في الجولان السوري المحتل.

ويأتي ذلك بعدما أعلن "حزب الله" شن 13 هجومًا على جنود ومواقع وآليات عسكرية شمالي الأراضي المحتلة، أمس الأربعاء، ما جعله واحدًا من أكثر الأيام كثافة في هجمات الحزب ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما قال جيش الاحتلال إنه رصد إطلاق 60 صاروخًا من لبنان.

وجاءت هذه الصواريخ ردًا على سلسلة غارات جوية إسرائيلية بالعمق اللبناني طالت منطقة البقاع شرق البلاد، وأسفرت عن قتيل ونحو 30 جريحًا.

من جهته، قال جيش الاحتلال: "شنت الطائرات الحربية التابعة للجيش الإسرائيلي خلال الليل هجمات على أهداف تابعة لحزب الله في أكثر من عشر مناطق مختلفة في جنوب لبنان".

وادعى جيش الاحتلال في بيانه أن: "من بين الأهداف التي تم استهدافها، مخازن أسلحة، ومبانٍ عسكرية، ومنصة إطلاق استخدمها تنظيم حزب الله لتنفيذ عمليات ضد دولة إسرائيل".

وقالت القناة الـ12 العبرية إنه: "بعد إطلاق صفارات الإنذار في كريات شمونة سقط صاروخ في منطقة مفتوحة"، مشيرة إلى أنه: "اندلع حريق في منطقة حرجية بالقرب من مدرسة نتيجة سقوط الصاروخ، وتتواجد فرق إطفاء في المنطقة".

في المقابل قال "حزب الله" في بيان، إنه: "شن هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على تموضعات ‏لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كريات شمونة وأصابت أهدافها بدقة"، وأضاف الحزب في بيانه أن الهجوم: "جاء ردًا على ‌‏‌‏‌‏اعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة".

وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد صرح، أمس الأربعاء، خلال زيارة لقاعدة عسكرية في شمال الأراضي المحتلة، بالقول: "نحن جاهزون لمواجهة أي سيناريو، دفاعيًا وهجوميًا".

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن تقديرات الاحتلال الإسرائيلي تشير إلى أن فشل مفاوضات صفقة وقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين والأسرى الفلسطينيين،  التي يحاول الوسطاء إبرامها قد يزيد احتمالات التصعيد بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.

وأفادت القناة الـ12 العبرية، بأنه في أعقاب إحراز الجيش تقدمًا في قطاع غزة، والتصعيد الحاصل في القتال أمام "حزب الله"، بدأت "إسرائيل" بنقل قوات إلى المنطقة الشمالية، بالإضافة إلى موارد ووسائل استخباراتية.

وبحسب القناة العبرية فإن الهجمات التي نفذها جيش الاحتلال في الأيام الأخيرة كانت قوية، وبعيدة أكثر عن الحدود من المعتاد، مشيرةً إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتصعيد أوسع في الشمال، وعليه يحاول إنهاء القتال في غزة، وتعزيز الجهود للتوصل لصفقة تعيد المحتجزين الإسرائيليين.

ونقل موقع "والاه" العبري، اليوم الخميس، عن مسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لم يسمهم، تقديرهم أن الهجمات التي نفذها "حزب الله" في اليومين الماضيين "ضد مواطنين إسرائيليين"، يحتم على "إسرائيل" ردًا قويًا، وأن على المستوى السياسي استغلال الوضع الجديد بعد تصعيد "حزب الله"، واتخاذ قرار بهجوم أوسع على أهداف تابعة للحزب في لبنان.

ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله"، بالاشتراك مع الفصائل الفلسطينية، شن عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بقصف قرى وبلدات الجنوب الواقعة على "الخط الأزرق" الفاصل بين جنوب لبنان، فضلًا عن شنه غارات متفرقة في عمق الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى العاصمة بيروت.

ويقول "حزب الله" إن جبهة الجنوب المشتعلة هي "جبهة إسناد" للفصائل الفلسطينية في غزة، ويربط توقف المواجهات على الجبهة الشمالية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما تترقب "إسرائيل" ردًا محتملًا من "حزب الله" على اغتيال شكر  في الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي للحزب، نهاية الشهر الماضي.